ومما أهمله مكاتبكم من الكنى الحيوانية أبو حجأدب للحرباء وأبو الحسل وأبو السيل للضب وأبو عسلة وأبو مذقة للذئب وأبو سليمأن لضرب من الجعلان وأبو الأبد للنسر وأبو روح للهدهد وأبو الأخذ للباشق وأبو الأخطل للبرذون وأبو الأشعب للبازي وأبو الأشيم وأبو حسأن للعقاب وأبو ثقل للضبع وأبو جاعرة للغداف من الغربان وأبو حكيم للذئاب ومثله أبو جعفر وأبو برائل للديك وأبو زيد للعقعق وأبو الجراح وأبو حذر للغراب ومثلهما أبو زاجر وأبو جهينة للدب وأبو الجيش للشاهين وأبو حاتم للكلب ومثله أبو خالد أبو دغفل للفيل وأبو الحسن للطاووس وأبو الحسين للغزال وأبو رأشد للقرد وأبو زرعه للخنزير وأبو العرمض للجاموس وأبو عكرمة للحمام وأبو النعيم للكركي وأبو يعقوب للعصفور وأبو زفير للإوز وأبو زياد للحمار مثل أبو صابر وأبو طالب الفرس مثل أبو شجاع وغير ذلك.
ومن المعاني أبو مالك للسغب وأبو دراس وأبو جابر للخبز ويقال له أيضاً تسمية بدون تكنية جابر بن حبة وأبو عاصم للسويق وأبو الأبيض للبن وكما كثرت أسماء الأسد فقد كثرت كناه فيقال له عدا أبا الحارث أبو الأبطال وأبو الأخياش وأبو شبل وأبو الوليد وأبو ليث وأبو العباس وأبو النحس وأبو رزاح وأبو حفص وأبو الوليد وأبو الهيصم وأبو محراب وأبو التأمور وأبو الحذر وأبو محطم وللنمر جملة كنى منها أبو خلعة وأبو الخطاب وأبو جهل وأبو رقاش وأبو الأسود وأبو الأبرد.
ولا ندخل الأن الأمهات والأبناء والبنات والأخوة والأخوات والأذواء والذوات فإنه يطول بذلك الشرح وإنما نقول على وجه الإجمال أن اتساع هذا الباب في اللغة العربية هو من جملة الدلائل على ثروة اللغة وفخامتها وبلاغة عباراتها وأن الكنى خصوصاً ما أطلق على الجمادات والمجردات مما يدل على شدة تخيل الناطقين بها وإنزالهم الصامت منزلة الناطق وتجسيمهم المجرد إلى حد أن يتمثل ولا يخفى أن أبلغ البلاغة هو ما قوى لك الخيال ومثل لك صورة المعنى حتى كانك تراها بالعين وتلمسها بالكف فالبليغ إذا أجزل خيل لك المعنى جسماً وإذا أراد الرقة هلهل لديك المادة حتى حسبتها هباء أو ظننتها وهماً وأن إطلاق الكنى في الجوامد والمعاني وإجراءها مجرى ما به الحياة لما يجسم المعاني ويحرك الجوامد عند من كان يشعر بالبلاغة.