أن إخواننا أيدهم الله مذهبهم النظر في جميع الموجودات والبحث عن مباديها وعلة وجدانها وعن غرائب نظامها والكشف عن كيفية ارتباط معلوماتها بعللها بإذن باريها جل ثناؤه احتجنا أن نذكر الأرض وكيفية صورتها ووقوفها في مركز العلم وما نسبته وذلك أن المعرفة مجالها وكيفية وقوفها في الهواء هو من العلوم الشريفة لان وقوف أجسامها عليها حكم جليلة ومنها بد الخ يشيرون إلى السبب الذي حداهم على البحث في مسالة وقوف الأرض في وسط ألفضاء في رسائلهم المتعلقة بتهذيب النفس وإصلاح الأخلاق قد اطلعنا على هذا الكلام في نسخة من رسائل أخوان الصفا جاء في أخره هذه الجملة: تمت الرسالة بحمد الله وعونه في الرابع عشر من شهر الله المحرم الحرام تسع وثمانين وثمانمائة وتاريخ النسخة التي نسخت منها سنة أربع وخمسمائة وكتبها محمد ابن علي بن ندى بن الحسن انتهى وربما التمس بعض القراء ذكر مجمل خير أخوان الصفا ومواضيع رسائلهم فان هذا الاسم يطرق مسمع كثير من الناشئة وربما من المشيخة ولا يفهمون عنه قليلا ولا كثيرا ولا يعلمون منه قبيلا ولا دبيرا فقصدنا أن نأتيهم من ذلك بما يزيح العلة ويشفي الغلة فنقول: قال الوزير جمال الدين أبو الحسن علي بن قاضي الأشواف يوسف اقفلي المتوفي سنة ٦٤٦في كتابه (أخبار العلماء بأخبار الحكماء) إخوان الصفا وإخوان ألوفا هؤلاء جماعة اجتمعوا على تصنيف كتاب في أنواع الحكمة الأولى ورتبوه مقالات عدتها إحدى وخمسون مقالة خمسون منها في خمسين نوعا من الحكمة ومقالة حادية وخمسون جامعة لأنواع المقالات على طريق الاختصار والإيجاز وهي مقالات منشورات غير مستقصاة ولا ظاهرة الأدلة والاحتجاج وكأنها للتنبيه والإيماء إلى المقصود الذي يحصل عليه الطالب لنوع من أنواع الحكمة ولما كتم مصنفوها أسمائهم اختلف الناس في الذي وضعها فكل قوم قالوا قولا بطريق الدس والتخمين فقوم قالوا هي من كلام بعض الأئمة من نسل علي بن أبي طالب كرم الله وجهه واختلفوا في اسم الأمام الواضع لها اختلافا لا يثبت له حقيقة وقال آخرون هي تصنيف بعض متكلمي المعتزلة في العصر الأول ولم أزل شديد البحث والتطلب لذكر مصنفها حتى وقفت على كلام لأبي حيان التوحيدي جاء في جوابه عن أمر شاله وزير صمصام الدولة في حدود سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة وصورته: قال أبو الحيان حاكيا عن الوزير المذكور حدثني عن شيء هو أهم من هذا إلى واخطر على بالي