قد كان تزدرع الحبوب بأرضه ... فتسح فيه بفيضها البركات
أم أين بطا طيا تأتيه من ... نهر الدجيل مياهه المجراة
وله فروع أصلهن لشار ... ع الكبش المجاري منه منتهيات
تنمو الزروع بسقيه فغلاله ... كل العراق ببعضها يقتات
لهفي على نهر المعلى إذ غدت ... لا تستبين جنانه النضرات
نهر هو الفردوس تدخل منه في ... قصر الخلافة شعبة وقناة
كالسيف منصلتاً تضاحك وجه ... هـ الأنوار وهي عليه ملتمعات
إذ نهر بين عند كلواذى به ... ملد الغصون تهزها النسمات
وبقربه من نهر بوق دارة ... تنفي الهموم مروجها الخضرات
يا قصر باب التبر كنت مقرناً ... والنفي يصدر منك والإثبات
أيام تطلعك العدالة شمسها ... وترف فوقك للهدى رايات
أيام تنشدك العلوم نشيدها ... فتعود منك على العلوم صلات
أيام تقصدك الأفاضل بالرجا ... فتفيض منك لهم جداً وهبات
أيام يأتيك الشكي بأمره ... فيروح عنك وما لديه شكاة
تمضي الشهور عليك وهي أنيسة ... وتمر باسمة بك الساعات
ماذا دهاك من الهوأن فأصبحت ... أثار عزك وهي منطمسات
قد ضيعت بغداد سابق عزها ... وغدت تجيش بصدرها الحسرات
كم قد سقاها السيل من أنهارها ... ضراً وهن منافع وحياة
واليوم قلت بجانبيها أرخوا ... دفق السيول فماجت الأزمات
بغداد
معروف الرصافي