الفرس. وأما الاسبارطيون وهم شعوب جبلية فلما لم يستطيعوا أن يدبروا حرباً انصرفوا راجعين ادراجهم فأصبح الأثينيون إذ ذاك زعماء العصابة. وفي عام ٤٧٦ جمع اريستدس قائد اسطولهم نواب المدن المتحالفة فقر رأيهم على متابعة حرب الخاقان الأعظم وتأمروا بينهم على تقدم سفن ومحاربين وإن يؤيدوا كل سنة قطيعة من المال قدرها ٤٦٠ تالاناً (أي مليوناً وسبعمائة الف فرنك) وجعلت الخزانة بمدينة ديلوس في معبد ابولون معبود الايونين وكان عهد إلى أثينة أن تقود الجيوش وتجبي القطائع. وقد القى اريستدس في البحر قطعة من الحديد والحصى واقسموا كلهم أن يحتفظوا جميعاً بالعهود إلى يوم تطفو هذه الحديدة على سطح الماء وذلك حباً بتأكيد العهد وتفادياً من نقض يمين الاخلاص.
وقد حدث مع هذا أن الحرب وقفت وعقد اليونان - وكان النصر اليف الويتهم أبداً - معاهدة سليمة او هدنة مع الخاقان الأعظم فأبى الملك أن يعد يونان آسيا من رعاياه (نحو سنة ٤٤٩). وهنا سؤال يورد في هذا الباب وهو كيف انتهت معاهدة اريستدس وهل كان على المدن المتحدة أن تؤدي القطائع على حين ليس عليها أن تقاتل بعد فابى بعضها ذلك حتى قيل أن أطفئت نار الحرب. وزعمت آثنية أن المدن كانت أخذت على أنفسها العهد على الدهر فاضطرتها إلى أن تؤدي ما يطلب إليها. حتى إذا وضعت الحرب أوزارها لم يجد خزانة ديلوس فتيلاً ولذلك نقلها الأثينيون إلى مدينتهم واستخدمها في ابتناء المصانع والمعاهد. ولطالما كانوا يقولون أن المتحدين يؤيدون ما يتقاضونه من الضرائب للخلاص من ايدي الفرس فمن ثم لم يكن لهم ما يطالبون به بتة ما دامت أثينة تدفع عنهم عادية الخاقان الأعظم. وهذا مما غير حالة المتحالفين فصاروا ملزمين بدفع الضرائب لأثينة وما عتموا إن امسوا رعاياها فزادت أثينة في قطائعهم واكرهت مواطنيهم على المثول أمام المحاكم الأثينية بل قد انفذت بطواريء من قبلها ليستعمروا جانباًَ من ارضهم وبهذا النظر أصبحت أثينة ام القرى تحكم زهاء ثلثمائة مدينة متفرقة في الجزر وشواطئ الارخبيل وتجبي قطيعة قدرها ستمائة تالأن في كل سنة.
الصنائع في بلاد اليونان
أثينة على عهد الأمبراطور بيركليس
بيركليس - كانت أثينة في منتصف القرن الخامس من اقدر المدن اليونانية يدير أمرها