صادف أحد رجال البعثة الإنكليزية التي عهد إليها صعود جبال القمر في خلال سياحتها في أفريقيا جيلاً من الأفريقيين الأقزام لم يكن معروفاً من قبل في بقعة كاد يظن أنها أمنع من جبهة الأسد تمتد من جنوبي بحيرة إلبرت ادوارد وهي جبلية ذات وهاد ونجاد وعقاب وشعاب وفيها فوهات بركانية خامدة وهذه الجبال مغطاة بأشجار الخيزران الجيد وقد نزل أولئك الأقزام في ادغال هناك وهم يعيشون بشن الغارات على من في جوارهم ونهب السكان المنتشرين في الجبال. وهم اقصر قامات من أقزام الكونغو ولم يعرف العلماء الباحثون في أصول الأمم عنهم شيئاً. فهم لا يعرفون الصنائع ولا الصيد ولا يحسنون غير السلب والنهب وعندهم خلايا يقتاتون بعسلها مع اللبن وقد أتى المكتشف معه إلى أوروبا باقزمين مثالاً من أولئك القزم المجهولين.
اللغة العربية
قال الدكتور براون احد أساتذة جامعة كامبردج في مأدبة أقامتها اللجنة المصرية في دار الندور الإنكليزية لجماعة المصريين: أن لغة مصر الآن تهبط وهي اللغة العربية الفصحى لأن الازهر قد بقى في خلال هاتيك القرون المظلمة حصناً منيعاً للغة العربية والآداب الإسلامية. وقال: يقولون أن اللغة العربية غير صالحة للعلوم العصرية. يقولون هذا وهم من الضياع. اللغة التي نقلت لنا آداب الفرس والهنود القرون البائدة. اللغة التي كتبت بها جميع المؤلفات العلمية الثمنية كيف يمكن أن يقال أنها لا توسع صدرها لتلقين مبادئ علوم عصرية؟
ألفت الكتب في علم الجغرافيا وتخطيط البلدان على طريقة لم يؤلف مثلها وكتبهم العربية في التاريخ اوسع الكتب وادقها بل في نظري أن التاريخ في بعض المؤلفات العربية لم يكتب على نسقة في أوروبا وذكر ابن خلدون وابن الاثير والطبري والفخري وغيرهم ثم قال: وفي باب العلم والفلسفة والأخلاق نجد من المؤلفات ما لا يوجد له مثيل. ما ظنكم بجماعة من كبار أهل العلم يجتمعون في القرون التي كنا فيها في دور الهمجية والوحشية يؤلفون دائرة علوم اسمها (اخوأن الصفاء) ونحن من الآن نفتخر بكتاب دائرة العلوم