تلك الألوأن اللامعة لم تحسن اخراج الخطوط وكان عليها أن تحسنه أكثر من ذلك.
صنعة النقش اليوناني - يتراءى المعبد اليوناني بادئ بدء أنه ساذج لا زينة فيه وما هو الا علبة مستطيلة من حجر موضوع على صخر أما الواجهى فتحوي على شكل مربع تعلوه زاوية. فلا ترى لأول نظرة غير خطوط مستقيمة وأسطوانات حتى إذا نظرت فيها عن أمم تنكشف لك أنه ليس من هذه الخطوط المستقيمة العديدة الا خط واحد مستقيم في الحقيقة. فالسواري منتفخة نحو الوسط والخطوط القائمة منحنية قليلاً نحو المركز والخطوط الأفقية محدبة في الوسط.
وكان هذا من الدقة بحيث اقتضى قياسه بالتدقيق لاكتشاف الصنعة فيه. وقد لحظ النقاشون اليونان أن اخراج مثل هذا المجموع المتطابق من البناء يقتضى تجنب الخطوط الهندسية التي تظهر منحدرة وتوفير العناية بظواهر المناظر البعيدة. قال كاتب يوناني إن غاية النقاش أن يخترع طرقاً يسحر بها اعين ناس. ولقد كان أهل الصنائع في يونان يعملون باخلاص لأنهم يعتقدون عملهم قربى من أحد الأرباب لذلك كانت صنائعهم معتنى بها في كل أطرافها حتى فيما لا يرى منها وهي من المتانة بحيث بطول امد بقائها بعد لولم يعاجلها التخريب بشدة. ودام البارتينون إلى القرن السابع عشر سليماً وانشق شطرين بانفجار مخزن من البارود كان بقربه وقد جمعت النقش اليوناني إلى المتانة حسن ذوق وإلى السذاجة علماً ومهارة.
زالت معابد اليونان كلها تقريباً ويكاد يبقى بعضها مبعثراً مخدوشاً مهدماً متداعي الاركان وربما كانت طبقات من سوار على أنها تكفي على علاتها أن تفلت نظر من يراها.
النقش - لم يكن النقش عند المصريين والاشوريين الا زينة من توابع الابنية أما اليونأن فقد احلوه محل صناعة رئيسية. وأشهر أرباب الصنائع عندهم النقاشون فيدياس وبرا كسيتيل وليزيب. فينقشون التارز دون النصف من البناء ليزينوا جدران معبد وواجهته والبنية المثلثة في أعلى البناء. ومن هذا النوع الافريز الشهير في الباناتينيه المحيط بالبارتينون وهو يمثل تطواف شابات أثينة يوم الاحتفال بعيد الربة الكبيرة. وكان هؤلاء النقاشون ينقشون هياكل وتماثيل خاصة بعضها يمثل رباً ويستخدم صنماً وبعضها يمثل مصارعاً ظافراً في الالعاب الاحتفالية أقيمت له هذه التماثيل جزاء نصرته.