التصوير - اشتهرت في يونان عصابة من المصورين مثل زوكسيس وفارانيوس وايبل وكل ما اتصل بنا عنهم يرجع إلى بضع اقاصيص وربما كانت مبهمة في الاحايين أو إلى بعض أوصاف ذات صور. وانا للوقوف على حالة التصوير اليوناني قد اقتصرنا على ماعثر عليه من تصاوير الحوائط في بيوت إحدى المدن الايطالية وهي من القرن الأول للميلاد وكانها تقول بلسان الحال اننا لم نعرف عنها شيئا.
التجارة الأثينية - أصبحت أثينة في القرن الخامس مدينة كبرى على حين كانت اتيكيا أقليما مجدبا لا تغل ما يكفي لاعالة سكانها فتضطر إلى حلب الحنطة والخمر والسمن والسمك من الخارج. وقد كان عبيد أثينة على العكس يعملون الثياب والخزف والسلاح والأثاث مما يباع خارج بلادهم. فمن ثم كثرت أساليب التجارة. فكأنت البضائع ترد إلى مرفأ بيرا او تصدر منها وكانت أنشئت فيها ارصفة ومخازن وقد سماها احد الخطباء في القرن السادس بانها سوق بلاد اليونان بأسرها. وكانت تأتيها حأصلات بلاد الشمال خاصة ويحمل إليها من الداخلية في مواني البحر الاسود وتراسيا الحنطة والخشب والجلود والعبيد وكانت أثينة تتجر مع اليونأن النازلين في جنوبي إيطاليا إلى نابولي. وإذ كان لكل مدينة يونانية نقودها الخاصة بها فقد كان يأتي أثينة دراهم من ضروب مختلفة فاقتضى لذلك صيارفة يبدلونها وكانوا يدعونهم (ترأبيزيت) لأنهم كانوا يجلسون في الساحة وراء منضدة وكانوا كلهم تقريباً من الغرباء الذين أصبحوا ميتيكيين ثم انهم كانوا اتخذا مهنة اضافوها إلى مهنتهم تلك وهي اقراض النقود فيخزنون الدراهم ويقرضونها بفائدة فاحشة بنحو (٢٠ في المئة).