للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

يضر النفس منه او يقيها ... فتى يلج الحوادث او يحيد

وأوقات الفتى اما نحوس ... تدور على المصائب او سعود

ليال هن بالافراح بيض ... وأيام من الاحزن تسود

كذاك الشعر فهو يكون اما ... رديئاً لايطيب به النشيد

واما رائق الألفاظ يزهو ... فتحسب أنه العقد الفريد

وذاك هو الذي إن أنشدوه ... تتزين منه للآداب حيد

أقول الشعر منقاداً إليه ... بطبعي وهو أكثره قصيد

فإنظمه ولا ادري أأني ... مسيء حين أنظم ام مجيد

اليك عن المجرة لا تسلني ... وعن عدد العوالم كم يزيد

ولا عما وراء السحب فيها ... فذلك أمر مطلبه بعبد

حدود تنتهي الأفكار منا ... وما أن تنتهي تلك الحدود

وبين الفرقدين على اتصال ... تراه عيوننا بعد مديد

ألكني يا ضياء إلى نجوم ... منورة لها منها وقود

يراها من له لب شموساً ... ويعمه عن حقائقها البليد

وجيء منها بأخبار الينا ... فإنك يبننا نعم البريد

سترقى النفس طائرة إليها ... إذا انفكت عن النفس القيود

لقد تعست هنا فإذا تعالت ... يكون نصيبها عيش رغيد

لعمرك قد تشابهت الليالي ... فما في عودها شيء جديد

نهار خلفه يأتي نهار ... وليل كلما ولى يعود

ترى عيني بكف الموت قوساً ... بها سهم إلى جهتي سديد

فياموت ارمني إن كنت ترمي ... فإني بالردى صب عميد

ولم ار منهلاً كالموت عذباً ... على طرفيه تزدحم الورود

أقول لم يهاب الموت جبناً ... برغمك كائن ما لا تريد

ولكني اخلف عند موتي ... نساء حزنها بعدي شديد

فتلد ام للجوى منها صدور ... وتخمش في الاسى منها خدود