مشعشة كان الحص فيها ... إذا ما الماء خالطها سخينا
ترى اللخر الشحيح إذا مرت ... عليه لماله فيها مهيبا
قوله: سخينا من السخاء وأراد بقوله إذا ما الماء خالطها لأنها لا تمزج الا عند الشرب قال طرفة:
وإذا ما شربوها وانتشوا ... وهبوا كل جواد وطمر
ثم راحوا عبق المسك بهم ... يلحقون الأرض هداب الأزر
وقد عيب بهذا طرفة لأنه مدحهم بالعطاء وهم نشاوي ولم يشترط لهم ذلك في صحواتهم كما قال عنترة
وإذا شربت فإنني مستهلك ... مالي وعرضي وافر لم يكلم
وإذا صحوت فما اقتصر عن ندى ... وكما علمت شمائلي وتكرمي
والجيد في هذا المعنى قول زهير
اخو ثقة لا يذهب الخمر ماله ... ولكنه قد يذهب المال نائله
يريد أنه يعطى إذا بخلت النفوس. وقال ابن ميادة
ما أن الح على الإخوان اسألهم ... كما يلح بعظم الغارب القتب
وما أخادع ندماني لأخدعه ... عن ماله حين يسترخي به اللبب
وقال بعض المحدثين
كساني قميصاً مرتين إذا انتشى ... وينزعه مني إذا كان صاحيا
فلي فرحة في مسكرة وانتشائه ... وفي الصحو ترحات تشيب النواصيا
فياليت حظي من سروري وتر حتي ... ومن جوده أن لا علي ولا وليا
وفي الخمر أنها تشجع الجبان وتبعث الحصر العي وقيل للعباس بن مرداس في جاهليته لم لا تشرب الخمر فإنها تزيد من جرأتك؟ الترك وكثير من العجم يشربونها في الحرب وكانوا في الجاهلية ينالون منها يوم اللقاء وكذلك اصطحبها قوم من المسلمين يوم بدر قبل أن ينزل تحريمها وفي الخمر أن كل شارب يمل شرابه غير شرابها وإن أحداً لا يقدر يشرب منها فوق الري إلا بالكره للنفس على القليل غير شارب الخمر وما أشبهها من المسكر. حدثني القطعي عن أبي داوود قال حدثنا أبو بجرة عن الحسن قال: لو كان في شرابهم هذا