كتب احد أطباء العثنانين فصلا ضافيا في مجلة العالم السلامي الفرنسوية تكلم فيه على طلب التجارب والطب الأصولي ومدارس الطب والمستشفيات في الاستانة والولايات وصناعة الطب فقال أن الطب في البلاد العثمانية قبل افتتاح المدرسة الطبية في الاستانة سنة ١٨٢٧ كان عبارة عن تجارب وما كأنت الأمة تعتقد على ذاك العهد بالطب الغربي بل ولم يكن لها ثقة حتى بالطب التجربي وكانت تكفي بالعقاقير تأخذها من دساتير الدجالين على غير جدوى والمسلمون يضيفون إلى هذه الطريقة المالوفة في القرون الوسطى في التداوي القول بالادعية للاستشفاء وكانو يرونها نافعة في أمراض كثيرة ولاسيما الأمراض الباطنية والعصبية وأن هذه العادات ما برحت شائعة على كثرة المعتقدين بتأثيرات الطب وليس هذا الاعتقاد خاصا بالمسلمين بل أن المسيحيين كان لهم مثال منها في حضارتهم وتاريخهم واستشهد بحديثهم اخر الدواء الكي وقال أن بعض القوم يصفونه فينفعهم وأن الحكومة لما أنشات المدرسة الطبية الأولى في الاستانة كان اساتذتها اجانب وكانت تدرس بالفرنساوية ولم تدرس بالتركية الا سنة ١٨٧٣ ولم يكن رغبة للمسلمين في تعلم هذه الصناعة فشق على الأساتذة الذين أخذو بالتدرس الطب بالتركية بادئ بدء ثم أخذو يتعلمون المصطلحات الطبية ويؤلفون لها مفردات من العربية والفرنسية والتركية وإذا صعب عليهم التعبير عنها يلفظ عربي او تركي او فارسي ياتون باللفظ اللاتيني أو الفرنسوي بدون أن يعمدون إلى أخذ شئ عن الإنكليزية والألمانية.
وبعد أن ذكر كيفية تدريس الطب وأورد اسماء مشاهير الأطباء العثمانيين من المسلمين والارمن والروم ومعاملة الطلبة المدارس او أحوالهم قال أن في البلاد العثمانية مدرستين طبيتين ملكتين أحدهما في الاستانة والثانية في دمشق. وعدد المستشفيات العثمانية ووصفها فقال أن في الاستانة وضواحيتها عشر مستشفيات ما عدا المستشفيات المدارس وفي الولايات وهي إحدى وثلاثين ولاية ١٢٢ مستشفى وأهمها في الحواضر وقال أن تشريح الجثث ممنوع في المستشفيات العسكرية والملكية ولا يجري اذ حدثت جناية أو في السجون وقد عاق منع التشريح تقدم الطب مع أنه من جملة برنامج دروس المدرسة الطبية الكبرى