على ما وجدوه منها مثل تمثال أبي الهول فإنه بقي سالماً إلى قبيل القرن الخامس حتى إذا اشتد التعصب قام بعض الجهلة يتقربون إلى الله بالعبث بها وقد ذكر ذلك عبد اللطيف البغدادي الفيلسوف المشهور في رحلته ورد عليهم رداً تفهم منه أن المسلمين كانوا من التسامح بحيث لا يطيلون يد الأذى حتى لما حرمه شرعهم.
نقل ابن أبي أصيبعة أن الملوك من اليونانية وغيرها كانت تعلم أولادها الحكمة والفلسفة وتؤدبهم بأصناف الآداب وتتخذ لهم بيوت الذهب المصورة بأصناف الصور قال وإنما جعلت الصور لارتياح القلوب إليها واشتياق النظر إلى رؤيتها فإن الصبيان يلازمون بيوت الصور للتأديب بسبب الصور التي فيها وكذلك نقشت اليهود هياكلها وصورت النصارى كنائسها وبيعها وزوق المسلمون مساجدهم.