للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فيا عصبة الأحزاب ردوا حلومكم ... وجرُّوا على غير الثرى بذيول

فقد سطعت في مصر منك عجاجة ... ولكنها لاحت بغير صليل

عجاجة صيفٍ قد أثارت قتامها ... خيول سباقٍ لا ضراغم غيل

وما أنتم في أمر شيءٍ من الهوى ... فما بال واشٍ بينكم وعذول

وأحييتموها سنةً جاهليةً ... عداء أصيل فيكم ودخيل

تخلوا بأمر العلم واستجمعوا له ... قواكم فإن العلم خير دليل

ولا تخلطوه بالنفاق تقيةً ... وجبناً فظهر الحق غير ذلول

فما لكم إلا الذي تعملونه ... وإن تبدلوا منه قشر بديل

ألما تزالوا قاصرين فأمركم ... ضياعٌ إذا لم يعتصم بوكيل

تقوا عارها من سُبةٍ تتركونها ... لجيلٍ ويلقيها الزمان لجيل

أرى فئةً كالغانيات تدللاً ... تميل مع الأهواء كل مميل

تخال الفتى منهم على ظلمة النهى ... لألوان ثوبيه سماء أصيل

ملولٌ كما شاء الهوى واقتداؤه ... بمن حوله من خلةٍ وخليل

وما وجد الأعمال يوماً إنما ... ليستحسنوا فيه دلال ملول

وظن الفتى أن التمدن أثوي ... فتابع فيه كل ذات حليل

تماجن في أشكالها من صبغٍ ... إلى كل مجلوٍ وكل صقيل

إلى اللفظ حتى ما تكاد شفاهه ... تبين بلفظٍ منه غير نحيل

دلال جميل بالجمال مهنا ... فآهٍ عليه من دلال جميل

أولئك هم شبابنا لو عرفتم ... وهم كل من في مصر غير قليل

مظاهر نبلٍ نافقوا في اصطناعها ... ألا قبحت من صنعة لنبيل

أحلنا على غيب القضاء همومنا ... وأية سلوى في القضا لمحيل

وما نحن أهل الحكم ندفع دفعهم ... فإن لم ينيلونا فأيّ منيل

هم عوَّدونا الذل ثم تطوّلوا ... فمنّوا علينا بين كل قبيل

ومن عوَّد الذل الرجال حلاله ال ... فخار إذا ما قابلوا بقبول

فيا مصر أنت السيف صقلاً وجلوةً ... ولكن بلا حدّ (ولو بفلول)