أيها الغرّ لا تغرك دنيا ... ك بكون مصيره لفساد
خفَّ من غاص في الغرور كما في ... لجة الماء خف ثقل الجماد
يا خليليَّ والخليل المواسي ... منكما من يقوم في إسعادي
خاب قوم أتوا وغى العيش عُزّلاً ... من سلاحي تعاون واتحاد
قد جفتنا الدنيا فهلاَّ اعتصمنا ... من جفاء الدنيا بحبل وداد
لو عقلنا لما اختشى قط محسو ... دون وقع الأذاة من حساد
فمتاع الحياة أحقر من أن ... يستفز القلوب بالأحقاد
أنا والله لا أريد بأن أو ... قع شراً ولو على من يعادي
أنّ لي إن سمعت أنة محزو ... نٍ أنيناً مرجعاً في فؤادي
إن نفسي عن همها ذات شغلٍ ... بهموم العباد كل العباد
لا أحب النسيم إلا إذا هـ ... بّ على كل حاضر أو باد
أيها الناس إنّ ذا العصر عص ... ر العلم والجدّ في العلى والجهاد
عصر حكم البخار والكهربائي ... ة والماكنات والمنطاد
بنيت فيه للعلوم المباني ... وأقيمت للبحث فيها النوادي
فاض فيض العلوم بالرغم ممن ... ضربوا دونهن بالأسداد
إن للعلم من الممالك سيراً ... مثل سير الضياء في الأبعاد
اطلع الغرب شمسه فحبا الشر ... ق اقتباساً من نورها الوقاد
إن للعلم دولة خضعت دو ... ن علاها عوالم والأضداد
ما استفاد الفتى وإن ملك الأر ... ض بأعلى من علمه المستفاد
لا تسابق في حلبة العز ذا العل ... م فما للهجين شأو الجواد
إن أموات أمة العلم أحيا ... ء حياة الأرواح والأجساد
وكأين في الناس من ذي خمول ... صار بالعلم كعلة القصاد
ربَّ يوم وردت دجلة فيه ... مورداً خالياً عن الوراد
حيث ينصبُّ في سكوت عميق ... ماؤُها لاثماً ضفاف الوادي
وهبوب النسيم يكتب في الما ... ء سطوراً مهتزة في اطراد