البلاغة مما يقرؤه المطالع لنفسه، ويفهم لباب هذه الفنون بدرسه، وقد كانت فيما مضى صعبة المتناول إلا على من صرفوا في تحصيلها أعمارهم، ووقفوا على تدبرها ليلهم ونهارهم.
المفرد العلم
كتاب المفرد العلم في رسم القلم من تأليف الأستاذ الهاشمي المشار إليه أهداه إلينا فيما أهدى من تآليفه. سفر جليل لا يستغني عنه العامي فضلاً عن الخاصي لأن فيه بيان لكتابة الحروف العربية وقواعدها وضوابطها وقد عقب عليها بتمارين وأمالي وزاد عليها هذه المرة تمرينات وأمالي لم تكن في الطبعات الماضية وشرح الألفاظ الغريبة فصار الكتاب مفيداً للإملاء والمطالعة والإنشاء نافعاً في الدروس التي قررتها نظارة المعارف المصرية في مدارسها. ويكفي في بيان مزيته أنه طبع الآن للمرة الخامسة ولو لم يكن اقتناؤه من الضروريات لما وجد كتاب في التعاليم من يبتاع منه الطبعة الأولى. فنثني على اجتهاد المؤلف العامل أطيب الثناء لأنه يتوخى فيما يكتب سهولة التعبير، وجودة التصوير، أثابه الله.
الضياء وابن سراج
كراسة نشرها سعادة العالم اللغوي الأمير شكيب أرسلان دفع فيها ما خطأه به حضرة العالم اللغوي الشيخ إبراهيم اليازجي صاحب مجلة الضياء الغراء من وقوع بعض ألفاظ في روايته آخر بني سراج كان انتقدها الشيخ في جملة ما انتقده على كتاب الجرائد من الألفاظ والتراكيب. ومن رأي الأمير أن اللغة العربية يقع فيها الثقل لأدنى ملابسة وقد أورد نصوصاً من اللغة على ذلك كقوله أن الناقوس والشباك والبيت والجريدة لم تطلق عند من دونوا المائة على تلك المسميات التي يعرفها أهل زماننا بل عرفت في كتب اللغة بأن الناقوس خشبة كبيرة تقرع بخشبة صغيرة ويقال لها الوبيل والشباك ما وضع من القصب ونحوه من صنعة الواري والبيت كان يقال لبيت الشعر والجريدة سعفة طويلة رطبة. وعلى الجملة فإنا نشكر للشيخ والأمير عنايتهما باللغة وغيرتهما عليها ونتقدم إليهما باسم العلم وهما من أعز أنصاره أن يقصرا من الجدال على النحو الذي جريا عليه فكلاهما فرد في شأنه أوحد في صحة بيانه والتهكم لا محل له في الأبحاث العلمية وتقرير الحقائق الأدبية