للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وجاء فيه أن أحوال الجالية هناك على أحسن ما يكون من الارتقاء فمنذ بضعة سني كان يندر أن تجد محلاً تجارياً قائماً بما يتطلبه نظام التجارة من ضبط دفاتر وحسابات واليوم نرى مثل هذه المحال مئات ومنذ بضع سنوات كان تنقضي السنوات ولا تسمع بجمعية أسست أو مشروع قام وفي أيامنا لا تخلو سنة من عشرات المشاريع يقوم بها المتنبهون عن كفاءة وشعور.

اللباب

هي مجلة علمية فلسفية طبية زراعية تصدر في القاهرة في أول كل شهر لصاحبها م. ا. ا. ن ومديرها خليل أفندي مولود جاءتنا الأجزاء الثلاثة الأولى منها فقرأنا فيها عدة مقالات مختصرة في المعنى الذي ترمي إليه قالت في مقدمته: إننا نرمي في كلامنا على بطء مسير حركة العلم ونضوب معين الأقلام في التنقير على استجلاء الحقائق والقحط الذي أصاب أدمغة رجال الأقلام وأرباب الكتابة والتأليف ولم يتناول جميع المطالب العصرية التي عقمت بها أرحام الأقلام وأجدبت عن إنباتها رياض الإفهام وغدت بها مجلات العلم والأدب عالة على النقل والتعريب عن منشآت أوروبا حالة أن مجال الكتابة أرحب من الفضاء وموضوع عمراننا أغزر من الدماء ولم الألسنة قد انفتقت إلا لتزيين التقليد والتقاعد عن ركوب خطة التوليد ولم نر الخواطر قد انفدحت إلا لاختراع ضروب النقل والمسخ مكاثرة لهذا النوع من الكتابة الذي جر على العربية وآدابها معرة النقص وأورث صناعة الأدب كساداً وأي كساد.

وإنا لندعو أن توفق رصيفتنا الجديدة إلى سد هذا النقص المحسوس في اللغة العربية ونعني به التوليد والاختراع والبعد عن مواطن التقليد والجمود من نقل وتعريب. وفي كل جزء من الأجزاء الثلاثة مقالة للأمير شكيب أرسلان الأولى في الانتقاد والثانية في حقيقة التعريب والثالثة في تركة الفضل أخلد الآثار. والمجلة سلسة العبارة لطيفة المنزع تصدر في ٥٦ صفحة في حرف واضح جلي وطبع سليم نقي وقيمة اشتراكها في القطر خمسون قرشاً وسبعون في سائر القطار فنرحب بها ونتمنى لها الثبات في خدمة اللغة والآداب والإقبال الذي تستحقه.

شورا