يؤسس إلا سنة ١٨٤٦ على يد الإمبراطور فرديناند الأول وهو شعبتان شعبة الرياضيات والطبيعيات وشعبة التاريخ والله وله ٦٠ عضواً مواظبين و٢٤ عضواً بالشرف و١٢٠ عضواً مراسلين وكان أول رئيس له المستشرق الكبير هامر بورجستال. وأسس في فيينا سنة ١٧٠٤ مجمع للفنون الجميلة.
وفي بريطانيا العظمى وإيرلندا تطلق لفظة مجمع على المحال التي تعنى بالفنون الجميلة وما عداها من الجمعيات التي يشترك فيها كثير من رجال العلم والأدب لمقصد يقصدونه وعلم ينمونه وأدب ينشدونه يدعى جمعيات فالجمعية الملكية في لندن لا تقل عن المجمع العلمي في باريز وبرلين ويرد عهد تأسيسها إلى سنة ١٦١٦ وقد كان شأن هذه الجمعية على عهد جان الأول وشارل الأول من الضعف على جانب. وكان باكون الفيلسوف اعتاد أن يجتمع هو وأصحابه من أهل العلم والحكمة في أكسفورد على الدوام للبحث في الموضوعات التي لها علاقة بالعلوم العلمية ولما ارتقى شارك الأول إلى عرش إنكلترا أصدر إليهم أمراً يعترف بجمعيتهم وعندها بدأ أمرها بالظهور وما زال شأن هذه الجمعية العلمية زاهراً طوال القرن الثامن عشر والتاسع عشر واشترك فيها كثير من نبلاء البلاد الإنكليزية وجميع علمائها ولكن بدون أن يعطى النبلاء لقباً علمياً. وما برحت منذ سنة ١٦٦٥ تنشر كتباً تحت عنوان القضايا الفلسفية وقد بلغت إلى الآن زهاء مائتي مجلد. وفي لندن مجمع للتصوير اسمه مجمع أدمبرغ وفي دوبلين عاصمة إيرلندا مجمع اسمه المجمع الملكي الإيرلندي أسس سنة ١٧٨٦ بجانب كليتها وفيها مجمع للفنون الجميلة. وفي بعض المستعمرات الإنكليزية مجامع علمية مثل المجمع العلمي في مدينة فكتوريا بأوستراليا.
وفي بلاد السويد والنرويج مجامع علمية كثيرة جروا فيها على قدم المجامع الفرنسوية وهي ناجحة للغاية. وفي استوكهلم ثلاثة مجامع فيها ثلاث شعب كالمجمع العلمي الباريزي وفيها مجمع علمي للفنون الجميلة أسس سنة ١٧٣٣ وهو كمعظم المجامع التي من شكله عبارة عن مدرسة للفنون الجميلة مع متحف وأساتذة وتلاميذ معدل عددهم أربعمائة.
وفي استوكلهم مجمع علمي على مثال مجمع العلوم في باريز وبرلين أسس سنة ١٧٣٥ على يد العالم تريوالد المشهور في عصره إجابة لدعوة أحد رجال تلك البلاد وعلى نفقاته وكان دعاه إلى إلقاء محاضرات عامة في الطبيعة العلمية فحذا حذو تريوالد كثير من أهل