فتح الغرب: قبلت الشعوب النازلة على ضفاف البحر المحيط أن تحالف رومية وتقدم لها رهائن وما جاء الشتاء حتى تحالفوا بينهم وأبوا أن يرسلوا حنطة لإطعام الجيش الروماني وأسروا عندهم مندوبي الرومان الذين جاؤوهم في طلب ذلك ليكرهوا قيصر على أن يعيد إليهم من استبقاهم عنده من رجالهم رهينة. وكان للفنتيين (سكان فان) وهم من الشعوب الخطير في ذاك الحلف سفن حربية صنعوها من شجر البلوط وجعلت بحيث تسير على إرادة ربانها ولها مقدم مرتفع يقاوم الأمواج وطبقات سفلى منبسطة تستطيع أن تبحر على قيعان الشاطيء وفي البحار الصغيرة فأنشأ قيصر سفناً ذات قلوع في مصب نهر اللوار هاجم بها أسطول الفنتيين. وصعب عليه أن يحطمه لأن سفنه لم يكن لها من العلو ما يكفي للوصول إلى ساماة تلك السفن الفنتيية وكانت مراكبه داخلة في الماء كثيراً بحيث لا يتسنى لها أن تطارد مراكب عدوه في وسط الصخور والقيعان وبعد اللتيا والتي صنع الرومان مناجل ذات مقابض وعصي طويلة قطعوا بها الحبال التي كانت تمسك قلوع سفن الفنتيين فلما سقطت القلوع من هذه السفن. ولم يكن عندها مجاديف تقذف بها وقفت لا تبدي حراكاً فداهمها الجيش الروماني وأخذها عنوة فطلب الفنتيون الصلح إلا أن قيصر أمر بأشرافهم فضربت أعناقهم وباع سائر الشعب بيع العبيد. وفي تلك السفن أيضاً كان اقتطع قيصر فرقة صغيرة من جيشه لتخضع لسلطان رومية جميع الشعوب النازلة في الإقليم المعروف اليوم بإقليم نورمانديا وهناك فرقة أخرى له تحارب شعوب الأكتيين في جنوب نهر الغارون وعلى هذا فقد أخضع قيصر في ثلاث حملات (٥٨ ـ ٥٦) عامة بلاد غاليا واغتنم فرصة الشتاء للعودة إلى ولايته في إيطاليا المعروفة بسيزالبين.
وفي العام التالي (٥٦) ضرب موعداً للقائدين الآخرين اللذين كانا يقاسمانه الحكم وهما بومبي وكراسوس فاجتمع ثلاثتهم على تخوم ولايته في ولاية لوكس وقرروا تجديد حكومتهم لخمس سنين أخرى.
حملات إلى خارج غاليا: حارب قيصر خارج ولاية غاليا دلالة على سطوته وإشغالاً لجيشه وكان شعبان جرمانيان اجتازا نهر الرين وهاجما بلاد البلجيك فسار قيصر في جيشه وفرسان شعوب غاليا على نهر الرين بالقرب من ملتقى نهر الموز وهاجم الجرمان وذبحهم مع نسائهم وأولادهم ثم بنى على الرين جسراً من جذوع الأشجار وذهب لتخريب الشاطيء