للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

استشاط كاتون غضباً في جلسة مجلس الشيوخ من المحامي متلوس الذي اقترح وضع القانون وصرح بأنه ما دام حياً لا يدخل بومبي إلى المدينة مسلحاً ولما جاء متلوس إلى الساحة في جيش العبية المسلحين للموافقة على القانون اخترق كاتون صفوف جماعة وقعد بالقرب من متلوس ومنعه من قراءة مشروعه فجاء العبيد إذ ذاك صارخين يرمون بالحجارة ويضربون بالعصي فهرب الشعب وبقي كاتون فأنقذه مورينا بأن جره إلى أحد المعابد وعاد الشعب فصعد كاتون على المنبر وخطب في سيئات هذا القانون فأبى متلوس أن يعرضه وذهب إلى آسيا ليلحق ببومبي.

ولما التق قيصر وبومبي وكان قيصر اقترح سن قانون لم يجرأ غير كاتون على قتاله فأنزله قيصر من المنبر بواسطة رجال الشرطة وبعث به إلى السجن وظل كاتون يتكلم في الطريق وقد تبعه جمهور من أعضاء مجلس الشيوخ فعزم قيصر أن يخلي سبيله وللخلاص منه أرسلته الحكومة إلى قبرص ليطرد منها الملك بطليموس دون أن يعطوه جيشاً وإذ كان هذا الملك انتحر لم يبق على كاتون إلا أن ينظم قائمة بما خلف الملك من الكنوز فأتى إلى رومية بمبلغ كبير فاستقبله مجلس الشيوخ أحسن استقبال وتقدم للانتخاب قاضياً وكانت القبيلة الأولى وافقت على انتخابه وإذ كان بومبي رئيس المجلس لم ير بداً من أن يدعي أن السماء ترعد وأعلن بانفضاض الجلسة (والرعد طالع شؤم كما عرفت في بعض الفصول السابقة). وعندما اقترحوا أن يعطوا لقيصر جيشاً تقدم كاتون إلى بومبي ولطالما شغل الأول بقتال الثاني وحضه على الحذر من قيصر فبقي بومبي عدواً لهذا. وهذا لم يمنع كاتون عندما رأى المنافسين في الحكومة يقتتلون في المدينة من معاضدة اقتراح المقترحين أن يعينوا بومبي وحده قنصلاً عندما اقترب أحدهما من صاحبه ولما زحف قيصر على رومية بجيشه نصح كاتون لمجلس الشيوخ أن يلقي إلى بومبي بمقاليد الحكم بأجمعه على من عمل الشر أن يتلافاه. وتبع بومبي إلى خارج إيطاليا ومنذ ذاك العهد أطلق شعره ولحيته علامة على الحزن وأشار بإطالة زمن الحرب وكان يخاف من عاقبة قتال يقتل فيه الرومانيون بعضهم.

ولما بلغته هزيمة فارسال سافر إلى مصر يريد الالتحاق ببومبي ووقف في إفريقية حيث كان لأحد أشياع بومبي جيش وتولى الدفاع عن مدينة أوتيكيا.