وقال من لا يواسي الإخوان عند دولته خذلوه عند فاقته. وسئل من أحق الناس أن يؤتمن على تدبير المدينة فقال من كان في تدبير نفسه حسن المذهب. وقال الملك هو كالنهر الأعظم تستمد منه الأنهار الصغيرة فإن كان عذباً عذبن وإن كان ملحاً ملحت وإذا أردت أن تدوم لك اللذة فلا تستوف الملتذ أبداً بل دع فيه فضلاً تدم لك اللذة. وقال لا تطلب سرعة العمل واطلب تجويده فإن الناس ليس يسألون في كم فرغ من هذا العمل وإنام يسألون عن جودة صنعته وقال إذا طابق الكلام نية المتكلم حرك نية السامع وإن خالفها لم يحسن موقعه مما أريد به. وقال رجل جاهل لأفلاطون كيف قدرت على كثرة ما تعلمت فقال لأني أفنيت من الزيت بمقدار ما أفنيته من الشراب. وقال إذا صادقت رجلاً وجب عليك أن تكون صديق صديقه وليس يجب عليك أن تكون عدو عدوه. وقال الإفراط في النصيحة يهجم بصاحبها على كثير من الظنة.
ومن حكم أرسطو أن من علامة تنقل الدنيا وكدر عيشها أنه لا يصلح منها جانب إلا بفساد جانب أخر ولا سبيل لصاحبها لعز إلا بالإذلال ولا استغناء إلا بافتقار وأعلم ربما أنها أصيبت بغير حزم في الرأي ولا فصل في الدين فإن أصبت حاجتك منها وأنت مخطئ أو أدبرن عنك وأنت مصيب فلا يستخفك ذلك إلى معاودة الخطأ ومجانبة الصواب. وقال لا تبطل لك عمراً في غير نفع ولا تضع لك مالاً في غير حق ولا تصرف قوة في غير غناء ولا تعدل لك رأياً في غير رشد فعليك بالحفظ لما أتيت من ذلك والجد فيه وخاصة في العمر الذي كل شيءٍ مستفاد سواه وإن كان لا بد لك من إشغال نفسك بلذة فلتكن في محادثة العلماء ودرس كنب الحكمة. وقال: العالم أصلح نفسك لنفسك يكن الناس تبعاً لك.
وقال: العلم يعرف الجاهل لأنه كان جاهلاً والجاهل يعرف العالم لأنه لم يكن عالماً. وقال من نازع السلطان مات قبل يومه. وقال أي ملك نازع السوقة هتك شرفه. وقال أي ملك يسف إلى المحقرات فالموت أكرم له.
كتب إلى الإسكندر في وصايا له أن الأردياء ينقادون بالخوف والأخيار ينقادون بالحياء فميز بين التطبيق واستعمل في أولئك الغلظة والبطش وفي هؤلاء الأفضال والإحسان. وكتب أيضاً أن الأمور التي يشرف بها الملوك ثلاثة سن السنن الجميلة وفتح الفتوح المذكورة وعمارة البلدان المعطلة.