للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

صدرة العالم.

لما انمحت سنن المكرم والعلى ... وغدا الأنام بوجه جهل قاتم

ورضوا بأسماء ولا معنى لها ... مثل الصديق تكاتبوا بالعالم

وكما قال العنتري

الحق ينكره الجهول لأنه ... عدم التصور فيه والتصديق

فهو العدو لكل ما هو ... فإذا تصوره يعود صديقا

أو كما قال

كن غنياً إن استطعت وإلا ... كن حكيماً فما عدا ذين غفل

إنما سودد الفتى المال والعمل ... لم وما ساد قط فقر وجهل

وقوله

ومن نكد الدهر الغشوم وصرفه ... يجاور رغماً فيلسوف لأحمق

وكقول أبي بكر الرازي

نهاية أقدام العقول عقال ... وأكثر سعي العالمين ضلال

وأرواحنا في غفلة من جسومنا ... وحاصل دنيانا أذى ووبان

ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا ... سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا

وكم قد رأينا من رجال ودولة ... فبادوا جميعاً مسرعين وزالوا

وكم من جبال قد علت شرفاتها ... رجال فزالوا والجبال جبال

وكقول أمية بن عبد العزيز

مارست دهري وجربت الأنام فلم ... احمدهم قط في جد ولا لعب

وكم تمنيت أن ألقى به أحداً ... يسلي من الهم أو يعدي على النوب

فما وجدت سوى قوم إذا صدقوا ... كانت مواعيدهم كالآل في الكذب

وكان لي سبب قد كنت أحسبي ... أحظى به وإذا دائي من السبب

فما ملقم أظفاري سوى قلبي ... ولا كتائب أعدائي سوى كتبي

وكقول عبد المنعم الجلياني

من لم يس عنك فلا تسألن ... عنه ولو كان عزيز النفس