للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بن عمير الأزدي رسول للنبي صلى الله عليه وسلم إلى أمير بصرى يحمل كتاباً وقتله إياه ولم يقتل رسول للنبي صلى الله عليه وسلم غيره حتى وجد على ذلك وجداً شديداً. ثم سرية عمرو بن العاص لما بلغهم من أن جماعة من قضاعة يتجمعون في ديارهم وراء القرى للإغارة على المدينة. ثم سرية علي بن أبي طالب لما بلغهم من أن بني سعد بن بكر يجمعون الجموع لمساعدة يهود خيبر على حرب المسلمين. ثم غزوة خيبر لأن أهلها كانوا أعظم محرض للأحزاب. ثم سرية عبد الله بن رواحة لما بلغهم من أن ابن رزام رئيس اليهود يسعى في تحريض العرب على قتال المسلمين. ثم سرية عمرو بن أمية الضمري لقتل أبي سفيان جزاء إرساله من يقتل النبي صلى الله عليه وسلم غدراً. ثم حرب العراق لما ارتكبه كسرى عندما أرسل إليه كتاب عرض فيه عليه الإسلام فإنه مزق الكتاب وكتب إلى باذان أمير له باليمن يقول له بلغني أن رجلاً من قريش خرج بمكة يزعم أنه نبي فسر إليه فاستتبه فإن تاب وإلا فابعث إليّ برأسه يكتب إلي هذا الكتاب (أي الذي بدأ فيه بنفسه فقال من محمد الخ. .) وهو عبدي فبعث باذان بكتاب كسرى إلى النبي صلى الله عليه وسلم مع فارسيين وبعث بهما يأمره أن ينصرف معهما إلى كسرى فقدما عليه وقالا له شاهنشاه بعث إلى الملك باذان يأمره أن يبعث إليك من يأتي بك وقد بعثنا إليك فإن أبيت هلكت وأهلكت قومك وخربت بلادك فليس بعد ذلك عذر للمسلمين في امتناعهم عن حرب الفرس. وخصوصاً وقد كان للعرب ثارات كبيرة في ذمة العجم ثم غزوة تبوك لما بلغ المسلمين من أن الروم جمعت الجموع تريد غزوهم في بلادهم. وقد أعقبها فتوح الشام والقسم الأعظم من دولة الروم.

هذه بعض الغزوات الإسلامية بادئ الأمر سردناها غير مرتبة ومنها يرى القارئ ما قصدناه من ذكرها وهو أن الحروب الإسلامية لم تقم لحمل الناس على الإسلام وإنما أقيمت لأسباب أخرى تجلت فيها بأجلى بيان. غير أن أناساً ممن يحطون من قدر الإسلام ويقعون فيه يقولون أن الإسلام لم ينتشر هذا الانتشار في مثل هذا الزمن الوجيز إلا بالسيف فهو دين توحش وهمجية وحجتهم في ذلك غزوات النبي صلى الله عليه وسلم والحروب الإسلامية ورأى ناس من المسلمين آيات في القرآن تحض المسلمين على قتال المشركين والكفار والمنافقين وأمثال هذا كقوله تعالى (يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين وأغلظ