الشيرازي هو مدرس النظامية ببغداد رحل إليه الناس من الأمصار كما قال الحافظ السمعانيلا وكان يضرب به المثل بالفصاحة وكان عامة المدرسين بالعراق والجبال تلاميذه وأصحابه صنف في الأصول والفروع والخلاف والجدل وقد اشتهر كتابه هذا اللمع في معظم البلاد حتى قال فيه الرئيس أبو الخطاب بن الجراح:
أضحت بفضل أبي إسحق ناطقة ... صحائف شهدت بالعلم والورع
بها المعالي كسلك العقد كامنة ... واللفظ كالدر سهل جل ممتنع
رأى العلوم وكانت قبل شاردة ... فحازها الألمعي الندب في اللمع
وقد طبع الكتاب بمراجعة نسختين جيدتين منه في المكتبة الظاهرية بدمشق تاريخ إحداهما ٥٧٤ والأخرى فيالعام نفسه وقد علق عليه الأستاذ جمال الدين القاسمي تعليقات نافعة تدل على فضل اطلاع منها ما علقه في صنعة المفتي والمستفتي قال: قال برهان الدين التقصير في علم اللغة إخلال بأول فروض الاجتهاد وقد أحسن الشيخ أبو المعالي فيما علق عنه من الأصول حين بين مواد مواد العلوم ومقاصدها وحقائقها وجعل مادة الفقه الأصول القطعية وهي الكتاب والسنة والإجماع وجعل اللغة مادة لهذه المادة قال لأن الشريعة عربية فلا بد من القيام بها ليفهم عن الله مراده فاللغة أصل الأصول ومادة المواد فكيف يكمل فقه من أخل بها.
ثلاث رسائل
الأولى المنظومة الموسومة بمواهب المشاهد في واجبات العقائد لمؤلفها هبة الدين السيد محمد علي وهي ٣١ ص والثانية رواشح الفيوض في علم العروض للفاضل الموما إليه وهي قريبة المأخذ جمة الفوائد في ٤٢ ص والثالثة متن اعتقادات الأمامية لبهاء الدين العاملي صاحب الكشكول وهي موجزة وافية بالغرض وقد جاء فيها بشأن الخلافة عند الشيعة ما نصه: نعتقد أن خليفته من بعده على أمته بالنص الجلي فييوم الغدير وغيره أمير المؤمنين وسيد الوصيين علي بن أبي طالب عليه السلام وبعده ولده الحسن ثم الحسين ثم علي زين العابدين ثم محمد الباقر ثم جعفر الصادق ثم موسى الكاظم ثم علي الرضا ثم محمد التقي ثم علي التقي ثم الحسن العكسري ثم محمد المهدي صاحب الزمان صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين بنص كل سابق على لاحقه وأن جميع الأنبياء وأوصيائهم