ولم يكن الذي يلقاه على الطريق قادراً أن يعرف هذا الرجل ذو الشهرة الواسعة في العالم والذي يختلف إلى الأندية العليا في نيويورك وله المنزلة الرفيعة بين الاريستوقراطيين لأن كارتر تزيا بزي سكان الغابات فاتخذ هيئة متوحش يؤثر استعمال السلاح وخشونة العيش على رفاهية الحضارة.
وكان جواده كريماً فأعمل في خاصرته المهماز ليبلغ ذلك المحل الذي يكاد يكون في آخر الدنيا حيث فارق الدليل كراب.
وبينما كان يجد السير صادف فارساً مقبلاً عليه من الجهة المقابلة ناداه وهو يوقف مطيته قائلاً:
أيها الغريب.
فأوقف كارتر جواده وقال له:
ماذا؟
ـ أعندك تبغ؟
ـ مؤكد، عندي قطع كبيرة.
وكان نكارتر يعلم أن رجل الغابات يجب أن تكون معه مؤونة من التبغ فحمل معه كمية منه مع أنه لم يكن يستعمله.
ثم أخذ علبة من جيبه وقال للرجل هو ذا التبغ فخذ حاجتك.
فقال الرجل أشكرك ومد يده وحاول أن يمضغ قطعة منه.
فقال له نكارتر اقطعها إلى قسمين لأنك لا تزال بعيداً جداً عن العمران وعلى ما أظن أن التبغ لا ينمو على الأشجار كما قيل لي منذ هنيهة.
ـ أنت محق، فإن طالما وجدت في هذه البقعة التي هجرها الله والناس وكان قد أخذ نصف قطعة التبغ ورد بقيتها إلى نكارتر.