هذا الوقت أيضاً، وهذا من الضروريات التي تضمن لمتعاطيها سهولة هذه التربية لمساس الحاجة إليها في نفع الصحة الطبيعية والأخلاقية.
القاعدة الثانية عشرة ـ اصرف الراحة الأسبوعية في الخلاء ـ تقضي دواعي المدنية على العاملين من كل طبقة سواء كانوا عاملين بعقولهم أو بأيديهم أن يعودوا من حين إلى آخر إلى الحالة الطبيعية التي يمثلها العيش في الخلاء، فالراحة الأسبوعية التي يمكن أن يقال عنها أنها قانون السلام تمكن صاحبها من الرجوع إلى الحالة الطبيعية على شرط أن لا يصرف المرء وقته في دور التمثيل ولا في الحانات بل يصرفه في تهوية الرئتين وتليين المفاصل وذلك بأن يعمد إلى الرياضات البدنية على أنواعها أيضاً كالمشي والركض والقفز والتزحلق على الجليد بحسب سنه وذوقه والفصل الذي يكون فيه من فصول السنة، ويستفيد النساء والفتيان ويلتذون بالألعاب في الهواء الطلق مثل لعبة التنيس وركب الزوارق والدراجات.
القاعدة الثالثة عشر ـ وتم ثماني ساعات ـ كان من قواعد تدبير الصحة في القديم أن لا يسمح للمرء بأن ينام أكثر من ست ساعات إلى سبع على أنه لا وجه للشبه بين ما يعمله أحد سكان مدينة آثينة في زمن أفلاطون أو أحد سكان رومية في عهد هوراس وبين ما يعمله رجل بيده أو بعقله في القرن العشرين، أما اليوم فإن العامل بذهنه أو ببدنه يقتضى له راحة أطول تعوض ما يتوفر عليه من شاق الأعمال ولا سيما في الأطفال والفتيان ممن لا يتم نموهم في الحقيقة إلى نحو الخامسة والعشرين من أعمارهم، ولا يتوهمن منوهم أن إطالة الليل في النوم يستلزم تقصير النهار فليس السر في عدد ساعات العمل بل في الصورة التي تستعمل فيها فيتهيأ الفكر بعد الراحة المعوضة إلى العمل والحركات تكون دقيقة وسريعة والآراء سليمة واضحة والعمل يتم على وجه أسرع وأحسن، وماذا يفيد طول مقام المرء في مكتبه أو معمله إذا كان يقضيها وهو ساهٍ أو كالحيوان المخدر.
القاعدة الرابعة عشر ـ لا تدخن ولا تمضغ التبغ ـ التبغ من النباتات المخدرة للشعور المادي وتسلي أكدار الحياة تسلية موقتة وبذلك يتوهم بعض المشتغلين بالأعمال العقلية أن ينشطهم ويبعثهم على العمل على أنه يأتي على شعور المصاعب ويتغلب عليها ويلقي حجاباً على الحقيقة ولا يقف تأثيره في الدماغ فقط بل يتناول الأعصاب لأن التبغ سم