وبلاد الهند والعثمانية وروسيا الجنوبية. أما حجاج سورية فهم أيضاً كثار العدد يقصدون إلى مكة من طريق القوافل فيجتازون بلاد العرب من الشمال إلى الجنوب من الخط الذي يربط دمشق بالمدينة ومكة. وبعد أن يجتمع هؤلاء الحجاج بالقرب من دمشق يؤلفون ركباً تخفره من غارات البدو كتيبة من المشاة ومدافع جبلية وذلك عَلَى طول الطرق البالغ ١٨٠٠ كيلو متر ويقطعه الحجاج في أربعين يوماً. وإذا أضفت إى هذا الحرس المؤلف من نحو مئة بدوي يعهد إليهم العناية بالمتعبين من الحجاج أو المرضى منهم وألوف من الجمال والبغال التي تستعمل لحمل الأثقال والذخيرة اللازمة لطعام الحرس والحجاج تتمثل لك تلك الصعوبات التي يجلبها إعداد مثل هذه القافلة وتسييرها ويجب أن لا يفوتنا بأنه من المتعذر الامتيار طول الطريق وإذا استثنينا بعض الأنحاء في الطريق نجد الحال في هذه الدرجة من الصعوبة في استقاء الماء القابل للشرب. فكل شيء يجب والحالة هذه نقله عَلَى ظهور المطايا.
ونرى من جهة ثانية أن القيمة التي يكلفها هذا الحج فاحشة وإن اختلفت باختلاف الحجاج في غناهم ورفاهيتهم ومتى كان مع الحاج جمال لنقل أثقاله وحمله قد تبلغ كلفة الحاج من دمشق إلى مكة ألف فرنك ولكن كثيراً من الحجاج يذهبون مشاة وبعضهم يستخدمون عكامة أو خدمة لتقليل النفقة.
ولقد فكر القوم منذ زمن طويل في واسطة لتقليل هذه الصعوبات إلى أقل ما يمكن واختصار المسافة بإنشاء طريق حديدي من دمشق إلى مكة وبقيت الحال عَلَى هذه المنوال إلى يوم ١ أيار ١٩٠٠ وقد أصدر السلطان السابق عبد الحميد بإشارة أمين سره عزت باشا الدمشقي إرادته بإنشاء السكة الحديدية ودعا السلطان العالم الإسلامي للإعانة لتمديد الخط فتقاطر المسلمون يدفعونها عن رضى حتى بلغ ما جمع في برهة قليلة ما يكفي للمباشرة بالعمل ما عدا بعض التخصيصات التي أعطتها الحكومة أو الأفراد.
وإذ كان من المتعذر الحصول عَلَى عملة من سكان البلاد يكفون للقيام بهذا العمل وكان الواجب الاقتصاد من النفقات عَلَى القدر الضروري عمدت الحكومة إلى استخدام الجنود في تمديد الخط فعهد إلى جنود من المشاة بالأعمال الترابية وإلى كتائب السكك الحديدية بنقل الأحجار وأعمال البناء أما سرايا الاستحكام فاستعملوا في الأعمال الميكانيكية في الورشات