للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يصف ما أحرق له من كتبه ابن عباد قوله:

فإن تحرقوا القرطاس لا تحرقوا الذي ... تضمنه القرطاس بل هو في صدري

يسير معي حيث استقلت ركائبي ... وينزل إن أنزل ويدفن في قبري

دعوني من إحراق رقّ وكاغد ... وقولوا بعلم كي يرى الناس من يدري

وإلا فعودوا في المكاتب بدأة ... فكم دون ما تبغون لله من سر

وله: من ظلّ يبغي فروع علم ... يُدرى ولم يدر منه أصلا

فكلما ازداد فيه سعياً ... زاد لعمري بذاك جهلا

وقال: كأنك بالزوار لي قد تناذروا ... وقيل لهم أودى عليّ بن أحمد

فيا ربّ محزون هناك وضاحك ... وكم أدمع تذرى وخد مخدد

عفا الله عني يوم أرحل ظاعناً ... عن الأهل محمولاً إلى بطن ملحد

واترك ما قد كنت مغتبطاً به ... وألقى الذي آنست دهراً بمرصد

فوا راحتي إن كان زادي مقدماً ... ويا نصيبي إن كنت لم أتزود

ويا لبدائع هذا الحبر عليّ وغرره ما أوضحها على كثرة الدافنين لها والطامسين لمحاسنها وعلى ذلك فليس ببدع فيما أضيع منه فأزهد الناس في عالم أهله. وقبله رُدي العلماء بتبريزهم على من يقصر عنهم والحسد داء لا دواء له - انتهى كلام ابن حيان في خبره.

قلت أنا (ابن بسام) ولعمري ما عقه، ولا بخسه حقه، وقال ابن بشكوال: كان أبو محمد أجمع أهل الأندلس قاطبة لعلوم الإسلام وأوسعهم معرفة على توسعه في علم اللسان ووفور حظه من البلاغة والشعر والمعرفة بالسير والأخبار. وسننشر طرفاً صالحاً من جيد شعره.