الوغى بلقب من الألقاب أو وصف من الأوصاف يصير عليه علماً. فالشعلان شيوخ الرُّولا من عنزة من أعظم العشائر الضاربة في بلاد الشام ينتخي واحدهم بقوله: أنا راعي العليا وتى قيل راعي العليا عُلم أنهم الشعلان عند كل العرب. ولهم نخوة أخرى وهي أخوصيته ولا أدري ما أصل هذه التكنية ولكن الصيتة في اللغة هي بمعنى الصيت ومنه قول لبيد:
وكم مشترٍ من ماله حسن صيتةٍ ... لآبائه في كل مبدٍ ومحضرِ.
ثم أن ابن سمير شيخ ولد علي فخذ آخر من عنزة يكنى بقوله أخو عذرا وعذرا هذه قرية في مرهج راهط شرقي دومة الشام كان لأبناء سمير عليها أتاوة سنوية أو عَلَى رأيهم خوة فتكنوا بها فكأن قولهم أخو عذرا يشير إلى أن قرية عذرا تؤدي لهم الخوة.
ثم أن ابن الطيار شيخ الفرقة الثانية من ولد علي يتكنى بأخي ثنية ولا علم مإذا كانوا يريدون بهذه الثانية المحلى المسمى بثنية العقاب الواقع إلى الشرق من عذرا والذي هو المطلع من المرج إلى جبال القلمون.
ثم السردية وهم من العرب المعروفين في بلادنا بأهل الشمال ولهم قرية في حوران وإمارة في الأيام السابقة ويزعم بعضهم أنها بطن من تنوخ فهؤلاء ينتخون بقولهم أخوذية.
ثم بنو صخر النازلون شرقي البلقاء عَلَى طريق الحاج وهم فرقتان الطوقة والخرشان. فالطوقة ثلاث فرق: الغبين وشيوخهم الفايز وهم شيوخ سائر بني صخر أيضاً ومنهم المرحوم طلال باشا ابن فندي الفايز والحامد والزين. فالفايز كنيتهم في الحرب أخوبلها والحامد يقولون أخو عمشاء والزين أخو وضحا. وأما الخرشان إحدى فرقتي بني صخر فيقولون أخو فلوا والبلهاء في اللغة هي المرأة الكريمة الغريرة التي لا تعلم الشر، وود أيضاًَ أنها الناقة: قالوا ناقة بلهاء لا تنحاش من شيءٍ مكانةً ورزانةً كأنها حمقاء. ولم أعلم سبب قولهم أخو بلها. أما العمشاء فهي مؤنث الأعمش من العمش وهو ضعف البصر مع سيلان الدمع. ولم أر في فصح اللغة الفلواء وإنما قيل أن الفلو هو المهر يقال له فلو بالتشديد ثم يؤَنث فيقال فَلوة مثل عدوّ عدوَّة فهل ذاك تحريف أم تخفيف؟ لا أعلم. وجمع بني صخر يقال لهم البواسل وهو لقب يجمعهم فإذا قيل جاء البواسل فهمَ العرب من ذلك أنهم بنو صخر ومعناه مفهوم. ولهم لقب آخر وهو رعاة العرفاء والعرفاء مؤنث الأعرف وهو الطويل الذي عَرف: يقال ناقة عرفاء أي مشرفة السنام. ويقال أيضاً ناقة عرفاء أي