للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نحن قتلنا سيد الخز ... رج سعد بن عباده

ورميناه بسهمين ... فلم نخط فؤَاده

من استهووه ومنهم خرافة

(قالوا) استهووا سنان بن أبي حارثة ليستفحلوه فمات فيهم واستهووا طالب بن أبي طالب فلم يوجد له أثر إلى يومنا هذا_واستهووا عمرو ابن عدي اللخمي الملك الذي يقال فيه شب عمرو عن الطوق ثم ردوه عَلَى جذيمة الأبرش بعد سنين_واستهووا عمارة بن المغيرة ونفخوا في إحليله فصار مع الوحش.

ويروون عن عبد الله بن قتادة يرفعه قال: خرافة رجل من عذرة استهوته الشياطين.

ورووا عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه سأل المفقود الذي استهوته الجن ما كان طعامهم قال: الروث: قال فما كان شرابهم قال البول.

توصيفهم رجل الغول وعين الشيطان

العامة تزعم أن الغول يتصور في أحسن الصورة إلا أنه لا بد أن تكون رجلها رجل حمار، وخبروا عن الخليل بن أحمد أن أعرابياً أنشده:

وحافر العير في ساق خدلجة، ... وجفن عين خلاف الأنس في الطول

وذكروا أن العامة تزعم أن شق عين الشيطان بالطول: قال الجاحظ: وما أظنهم أخذوا هذين المعنيين إلا عن الأعراب.

مزاعمهم في أرض وبار وبلاد الحوش

تزعم الأعراب أن الله تعالى عندما أهلك الأمة التي كانت تسمى وبار كما أهلك طمساً وجديساً وعملاقاً وثموداً وعاداً أن الجن سكنت في منازلهم وحمتها من كل من أرادها وأنها أخصب بلاد الله وأكثرها شجراً وأكثرها حباً وعنباً وأكثرها نخلاً وموزاً فإن دنا إنسان من تلك البلاد متعمداً أو غالظاً حثوا في وجهه التراب فإن أبى الرجوع خيلوه وربما قتلوه.

(قال الجاحظ) والموضع نفسه باطل فإن قيل لهم دلونا عَلَى جهته وأوقفونا عَلَى حده وخلاكم ذم زعموا أن من أراده ألقى عَلَى قلبه الصرفة حتى كأنهم أصحاب موسى في التيه وقال الشاعر:

وداع دعا والليل مرخ سدوله ... رجاء القرى يا مسلم بن حمار