القمرواي وتبعه الآخر وأود جميع معانيه من أول الكتاب إلى آخره وذكرا حل اللغز بعبارة حسنة فصيحة فعجب منهما وقال: من أين تكونان قالا: من الشام قال: من أي موضع منه قالا: من حوران وقال: لا أشك أن أحدكما النجم القمراوي والآخر الشرف المتاني قالا: نعم فقام لهما الشيخ وأضافهما عنده وأكرمهما غاية الإكرام واشتغلا عليه مدة ثم سافرا.
وهذه الرواية تدل كل الدلالة على انتشار العلم في هذه المزارع في القرون الوسطى وأمتان بلد شرف الدين المتاني قرية موجودة إلى ال يوم أما قمرا فهي قميرة خربة واقعة إلى الجنوب من صرخد على مسافة ساعتين ومنها الفقيه موسى القمراوي أديب مناظر حاذق توفي سنة ٦٢٥ ومن شعره:
لما تبدى بالسواد حسبته ... بدراً بدا في ليلة ظلماءِ
لولا خلافته على أهل الهوى ... لم يشتهر بملابس الخلفاء
ومن قرى صرخد العرَّمان بتشديد الراء وفتحها والعامة اليوم تخففها قال ياقوت: أنشدني أبو الفضل محمد بن مياس العرَّماني من ناحية صرخد من عمل حوران من أعمال دمشق لنفسه.
يعادي فلان الدين (؟) قوم لو أنهم ... لأخمصه ترب لكان لهم فخر
ولكنهم لم يذكروا فتعمدوا ... عدواته حتى يكون لهم ذكر
وأنشدني أيضاً لنفسه:
ولما اكتسى بالشعر توريد خده ... وما حاله إلا نزول إلى حال
وقفت عليه ثم قلت مسلماً ... ألا نعم صباحاً أيها الطلل البالي
وأنشدني أيضاً لنفسه يمدح صديقه موسى القمرواي وقمرى قرية من قرى حوران أيضاً قريبة من قرية العرَّمان:
أصبحت علامة الدنيا بأجمعها ... تشدُّ نحوك من أقطارها النجب
بأن على كبد الجوزاء منزلة ... تحفها من جلال حولها الشهب
ما نال من نالت من فضل ومن شرف ... سراة قوم إن جدوا وإن طلبوا
وفي الجبل إلى اليوم قريتان باسم نجران قال ياقوت أن نجران موضع بحوران من نواحي دمشق وهي بيعة عظيمة عامرة حسنة مبنية على العمد الرخام منمقة بالفسيفساء وهو