قال: لا تطلبن بآلة أنت حاجة ... قلم البليغ بغير حظ مغزل
سكن السما كأن السماء كلاهما ... هذا له رمح وذاك أعزل
قال: ولا تجلس إلى أهل الدنايا ... فإن خلائق السفهاء تعدي
وقال يصف انعكاس صورة السماء ونجومها في مرآة الماء:
فأطعمن في أشباههن سواقطاً ... على الماء حتى كدن يلتقطن باليد
فمدت إلى مثل السما رقابها ... وعبت قليلاً بين نسر وفرقد
قال: أطرق كأنك في الدنيا بلا نظر ... وأصمت كأنك مخلوق بغير فم
وإن هممت بمين فاتخذ لفماً ... مضاعفات لتثني اللفظ باللفم
وقال في ذم الدنيا من أبيات:
وقد نطقت بأصناف العظام لنا ... وأنت فيما يظن القوم خرساء
يموج بحرك والأهواء غالبة ... لراكبيه فهل للسفن إرساء
إذا تعطفت يوماً كنت قاسية ... وإن نظرت بعين فهي شوساء
قال: إن الأعلاء إن كانوا ذوي رشد ... بما يعانون من داءِ أطباءِ
وما شفاك من الأشياء تطلبها ... إلا الألباء لو تلقى الألباء
نفر من شرب كاس وهي تتبعنا ... كأننا لمنايا أحياء
قال يصف الشباب: إن الشبيبة نار إن أردت بها ... أمراً فبادره إن الدهر مطفئها
قال: إذا فعل الفتى ما عنه ينهى ... فمن جهتين لا جهة أساَء
وقال في النساء:
علموهن الغزل والنسج والرد ... ن وخلوا كتابة وقراءة
فصلاة الفتى بالحمد والإخلاص ... تجزي عن يونس وبراءه
تهتلك الستر بالجلوس أما الستر ... إن غنت القيان وراءه
وقال في أدب الأخلاق:
إذا صاحبت في أيام بؤس ... فلا تنس المودة في الرخاء
ومن يعدم أخوه على غناه ... فما أدى الحقيقة في الإخاء
ومن جعل السخاء لأقربيه ... فليس بعارف طرق السخاء