أفرد أجدادنا أيام كانوا يشتغلون بالعلم على أنواعه بعض الأدواء بالتأليف لأهميتها وانتشارها كما فعل الرئيس ابن سينا وأبو مروان بن زهر وأبو الوليد بن رشد وحنين بن اسحق ويوحنا بن ماسويه ويعقوب بن اسحق الكندي وثابت بن قرة الحراني وأبو بكر الرازي وغيرهم. وكلما ارتقت العلوم أفرد كل فرع منها بكتب وانصرف إليها ناس بحسب الحاجة. وأمامنا الآن كتاب في الوقاية من السل الرئوي وطرق علاجه من تأليف العالم النطاسي الدكتور خليل بك سعادة من المتميزين في الطب والعلم والمشهود لهم بالإجادة في إحكام العربية والإنكليزية على ما علم ذلك من تآليفه باللغتين ورسائله في بعض جرائدهما ومجلاتهما.
والكتاب موضوع على أسلوب غربي في قالب عربي يعزو فيه معظم المواد لقائليها قسمه أبواباً تدعو المطالع إلى مطالعته لما حوى من الفوائد الصحية والعلمية وقد قدم له مقدمة تدل على علو كعبه ونبالة غايته قال: يفتك السل الرئوي كل عام بستة ملايين من البشر فيربو عدد قتلاه في بضع سنين على سائر مجموع القتلى الذين سقطوا في ميادين الوغى أيام معارك الاسكندر وهنبال وقيصر وبونابرت والحرب الأهلية الأميركية وحرب السبعين والحرب اليابانية الروسية وبعد فيحق للعربية أن ترحب بهذا الكتاب الجليل وهو في ٢٢٥ صحيفة جيدة الطبع والورق ويطلب من مكتبة المعارف وثمن النسخة عشرة قروش صحيحة.
وقاية الأسنان
لما ألقيت إلينا هذه الرسالة ظنناها مبتكرة ولكن عدنا فذكرنا أن لابن ماسويه كتاباً في السواك والسنونات ولحنين بن اسحق كتاباً في حفظ الأسنان واللثة ألفت بالعربية منذ نحو ألف سنة وما يدرينا إن كان السلف ألف في هذا الموضوع أيضاً كما ألفوا في موضوعات لا يكاد ابن هذه العصور يظن أنها خطرت لهم على بال. وهذه الرسالة هي للفاضل الدكتور علي بك بقلي الطبيب. الاختصاصي بأمراض الفم والأسنان تكلم فيها على كل ما له علاقة بالأسنان والأضراس والأنياب وصحتها وسقمها وهي نافعة في بابها وثمنها خمسة قروش صحيحة. فنشكر له همته.