ولكل امرئ من الناس حد ... وملاك الفتى جواز الحد
وأوصاف النبات كقول آخر في البطيخ:
ثلاث هن في البطيخ زين ... وفي الإنسان منقصه وذله
خشونة لمسه والثقل فيه ... وصغرة لونه من غير عله
وقول بعضهم في الثوم:
الثوم مثل اللوز إن قشرته ... لولا روائحه وطعم مذاقه
كالنذل غرك منظراً فإذا دعي ... لفضيلة ينمى إلى عرقه
وأوصاف الجمادات كالأهرام والمباني والبلدان والحوادث كقول أبي سعيد نصر ابن يعقوب يصف زلزلة:
اسقني كأساً كلون الذهب ... وامزج الريق بماء العنب
فقد ارتجت بنا الأرض ضحى ... كارتجاج الزئبق المنسرب
فكأن الأرض في أرجوحة ... وكأنا فوقها في لولب
وعلى هوامشه حواش فيها فوائد كثيرة منها ما ينسب إلى السلطان سليمان القانوني لما مر عَلَى وادي حماة وهو في حلب سنة ٩٦١هـ ١٥٥٢ يصف نواعيرها:
نواعير في وادي حماة إذا بكت ... تهيج منا بالبكا مدمعاً قاصي
فإني عَلَى نفسي لأجدر بالبكا ... إذا كانت الأخشاب تبكي عَلَى العاصي
وفيه مباحث تاريخية في وصف العواصم والأجناد والمواقع مثل موقعة دمياط بين المسلمين والصليبيين وكثيراً ما يستشهد بابن الأثير وبالمسيحي وغيرهما من المؤرخين. وفي صفحة ١٨ منه وصف كسرى للفلك ذكره حمزة بن الحسين الأصفهاني في كتاب التشبيهات. وهو عَلَى الجملة من الكتب النادرة الجديرة بالنشر ولمؤلفه كثير من المصنفات تدل عَلَى سعة اطلاعه مثل الدرر الغرر في شعراء الأندلس وغرر الخصائص الواضحة وعرر النقائص الفاضحة وغيرها.
عيسى اسكندر معلوف.
إرشاد الفحول
إلى تحقيق الحق من علم الأصول.