وأما المقالات العلمية فإنها لا تخلو من المغامز ولعل السبب أنكم أردتم أن تجمعوا فوائد جزيلة في حجم صغير. فجاءت الفوائد مبتورة غير مشبعة بالتحقيق. وقد ذكرتم في مستهل المقتبس أن مجلتكم تتمحض للعلم المحض فلا يتحرج من تلاوتها الموافق والمخالف والحال قد ورد في العدد الثالث مقالة عن حرق مكتبة الإسكندرية يستشف من خلال سطورها أن المقتبس لم يتمسك بما وعد فقول الكاتب التركي أن نسبة الحريق لعمر أو لعمرو أكذوبة لفقها أبو الفرج. . . إلى آخر ما هناك واستحسانكم إياه يخالف الحق. فقد ذكر كتبة المسلمين ومؤرخوهم ما يزل الشبهة في هذا الصدد منهم ابن القفطي في تاريخه وموفق الدين عبد اللطيف البغدادي في الفصل الرابع من كتاب الإفادة والاعتبار ومنهم المقريزي الخ الخ فيجدر بالإنسان أن يذكر الأمور التاريخية على صورتها بدون أن يوقع الإهانة بقوم أو بجماعة ولاسيما في مسألة كثر فيها الخلاف والنزاع.
حبوتك ألقاب العلا فادعني باسمي ... فما تخفض الألقاب حراً ولا تسمي
يقولون محمود ويا ليت أنني ... كما زعموا يا ليت لي طالعاً كاسمي