للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلا أن يقدر كل واحد وما يعمل فقد قيل في بعض الآثار اذكروا الفاسق بما فيه وقيمة كل امرئ ما يحسنه.

إن ال قول بخرق العادة وتعدي نظام الطبيعة ليس هذا محل الجدال فيه وعلماء الإسلام أنفسهم على اختلاف بينهم فيه ومنهم من تكلم مجمجماً ومنهم من آثر السكوت والسكوت قد يضر في مثل هذا الموطن. أما كرامات الأولياء التي ينسبها بعض أحبابهم لهم وهم لا دعونها على الأغلب على نحو ما نسبوا أموراً للجيلي والرفاعي وغيرهما من العلماء فإنها تدخل في باب خرق العادة وهذه لا ينقل أخبارها إلا من يحملون بها في منامهم أو يقظتهم فإذا كان البشر نسبوا إلى أناس عرفت ترجمتهم على ما يجب أموراً لم يأتوا بها ولا قالوها أفما هم أحرياء أن يلبسوا مع ضعف المدارك على بعض الصالحين كرامات لم تخطر لهم في بال وهاك الآن ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية في هذا المعنى فهو أصرح ما قرأناه وعساه يقف عنده المعتقدون ولا يفوتهم أن كل من قرأ قوانين الوجود وزكن معنى خرق العادة يستحيل عليه أن يؤمن بما نفاه علماء الإسلام حتى في القرون الوسطى قال ابن تيمية:

ومن أظهر الولاية وهو لا يؤدي الفرائض ولا يجتنب المحارم بل قد أتى بما يناقض ذلك لم يكن لأحد أن يقول هذا ولي الله فإن هذا إن لم يكن مجنوناً بل كان متولهاً من غير جنون أو كان يغيب عقله بالجنون تارةً ويفيق أخرى وهو لا يقوم بالفرائض بل يعتقد أنه لا يجب اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم فهو كافر وإن كان مجنوناً باطناً وظاهراً قد ارتفع عنه القلم. وقال نقلاً عن الشيخ أبي سليمان الداراني أنه ليقع في قلبي النكتة من نكت القوم فلا أقبلها إلا بشاهدين الكتاب والسنة وقال أبي القاسم الجنيد علمنا هذا مقيد بالكتاب والسنة فمن لم يقرأ القرآن ويكتب الحديث لا يصلح له أن يتكلم في علمنا أو قال لا يقتدى به وقال أبو عثمان النيسابوري من أمر السنة على نفسه قولاً وفعلاً نطق بالحكمة ومن أمر الهوى على نفسه قولاً وفعلاً نطق بالبدعة لأن الله تعالى يقول في كتابه القديم وإن تطيعوه تهتدوا.

وقال: نجد كثيراً من هؤلاء عمدتهم في اعتقاد كونه ولياً لله أنه قد أصدر عنه مكاشفة في بعض الأمور أو بعض التصرفات الخارقة للعادة مثل أن يشير إلى شخص فيموت أو يطير في الهواء إلى مكة أو غيرها أو يمشي على الماء أحياناً أو يملأ إبريقاً من الهواء أو ينفق