كما قال ابن طولون من جبل غارا بالغين المعجمة في معاملة فاس. وقال الشيخ موسى الكنناوي أصله من غمارة وسكن مدينة فاس واشتغل بالعلم ودرس ثم تولى القضاء ثم ترك ذلك ولازم الغزو على السواحل وكان رأس العسكر ثم ترك ذاك أيضاً وصحب مشايخ الصوفية ومنهم الشيخ عرفة القيرواني فأرسل الشيخ عرفة إلى أبي العباس أحمد التوزي الدباسي بالتاء ومن عنده توجه إلى المشرق قال الشيخ موسى فدخل بيروت في أول القرن العاشر وكان اجتماع سيدي محمد بن عراق به أولاً هناك ولما دخل بيروت مكث ثلاثة أيام لم يأكل شيئاً فاتفق أن ابن عمران كان هناك وأتى بطعام فقال لبعض جماعته ادع لي ذلك الفقير فقام السيد علي بن ميمون وأكل وقال ابن عراق لأصحابه قوموا بنا نزور الإمام الأوزاعي فصحبهم ابن ميمون لزيارته ففي أثناء الطريق لعب ابن العراق على جواده كعادة الفرسان فعاب عليه السيد علي ابن ميمون فقال له أتحسن لعب الخيل أكثر مني قال نعم فنزل ابن عراق عن فرسه فتقدم إليها سيدي علي فحل الحزام وشده كما يعرف وركب ولعب على الجواد فعرفوا مقداره في ذلك ثم انفتح الأمر بينهما إلى أن أشهر الله تعالى الشيخ علي بن ميمون وصار من أمره ما صار.
قال الشيخ موسى كذا أخبرني علي الغرباني المغربي عن شيخه علي الكيزواني عن سيدي محمد بن عراق وقال في الشقائق أنه دخل القاهرة وحج مكنها ثم دخل البلاد الشامية وربى كثيراً من الناس ثم توطن بمدينة بروسا ثم رجع إلى البلاد الشامية وتوفي بها وقال كان لا يخالف السنة حتى نقل عنه أنه قال: لو أتاني السلطان أبو يزيد بن عثمان يفرش له جلدة شاة تعظيماً له وكان قوالاً بالحق لا يخاف في الله تعالى لومة لائم وكان له غضب شديد إذا رأى في المريدين منكراً يضربهم بالعصا قال وكان لا يقبل وظيفة ولا هدايا الأمراء والسلاطين وكان مع ذلك يطعم كل يوم عشرين نفساً من المريدين وله أحوال كثيرة ومناقب عظيمة انتهى.
وكان من طريقته ما حكاه عنه سيدي محمد بن عراق في كتاب السفينة إنه لا يرى لبس الخرقة ولا إلباسها وذكر الشيخ علوان رضي الله تعالى عنه أنه كان لا يرى الخلوة ولا يقول بها وكان إذا بلغه أن أحداً سبه أو ذمه ونسبه إلى جهل أو فسق أو بدعة يتأول ما يتأول عنه وكان بقال عنه كناز وكيماوي فيقول: نعم أنا كناز وعندي كنز عظيم ولكن لا