للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

دمشق في سابع عشرى رجب سنة إحدى عشرة وتسعمائة كما ذكره سيدي محمد ابن عراق في سفيتنه وتقدم في ترجمة ابن عراق من هذا الكتاب.

قال ابن عراق وأقام يعني شيخه ابن ميمون في قدمته هذه ثلاث سنوات وخمسة اشهر وأربعة عشر يوماً يربي ويرشد ويسلك ويدعو إلى الله تعالى (كذا) سيدي الشيخ عبد النبي مفتي المالكية وسيدي محمد بن رمضان مفتي الحنفية وسيدي أحمد بن سلطان كذلك وسيدي عبد الرحمن الحموي مفتي الشافعية وسيدي إسماعيل الدنابي خطيب جامع الحنابلة وأبو عبد الرحمن قيم الجامع وسيدي عيسى القباقبي المصري وسيدي أحمد بن الشيخ حسن وجاره حسن الصواف وسيدي الشيخ داود العجمي انتهى.

قلت وكان ممن اصطحب منه شيخ الإسلام الجد رضي الله تعالى عنه وكان يحضر سيدي علي بن ميمون درسه ومجالسه فكان الجد رضي الله تعالى عنه يقول لا بن ميمون حين يحضر عنده يا سيدي علي أمسك لي قلبي أمسك لي قلبي.

وممن اجتمع به شيخ الإسلام الوالد وكان يومئذ في سن الثمان أو التسع لكنني لم أتحقق عنه أنه أخذ شيئاً أو لم يأخذ عنه وكان شيخنا الشيخ حسن الصلتي المقري يذكر أنه رأى سيدي علي ابن ميمون وحضر مجالسه فعلى هذا يكون بحمد الله قد صحبنا في طريق الله تعالى من صحبه.

ومن كراماته أنه حصلت بين رجلين من الفقراء المتجردين عنده منافرة فخرج أحدهما على وجهه فسمع الشيخ بذلك فقال لمن كان السبب في ذلك إما أن تأتي به وإما أن تذهب عني فلم يلبث يسيراً إلا والذي خرج على وجهه دخل على الشيخ وهو يبكي وذكر أن الشيخ تشكل له في صورة أسد وكان كلما توجه إلى طريق منعه من سلوكها.

ومن كراماته أن المطر حبس في دمشق في سنة ثلاثة عشر وتسعمائة فكتب سيدي علي بخطه درجاً إلى نائب دمشق سيباي فحضر النائب بالدرج إلى الجامع الأموي في يوم الجمعة رابع رمضان فقرأه على مفتي دار العدل السيد كمال الدين بن حمزة وقضاة القضاة الثلاثة الشافعي ابن فرفور والمالكي خير الدين والحنبلي نجم الدين بن مفلح فإذا فيه آيات من القرآن العظيم وأحاديث من السنة في التحذير من الظلم ثم انتقل إلى الفقهاء والقضاة فحذرهم من أكل مال الأوقاف ثم حث على الاستغفار وذكر ما يتعلق بذلك ومن نقل ذلك