للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وضل زاعم سوء لا اضطلاع له ... فالمجد إذ قال من يخلق فقد عودي

ليغنم العيش طلقاً كل مقتحم ... وليبغ في الأرض شقا كل رعديد

ومن عدا الأجل المحتوم مطلبه ... عدا الفناء بذكر غير ملحود

* * *

لقد علمتم وما مثلي ينبئكم ... لكن صوتي فيكم صوت ترديد

ما أنتجت هجرة الهادي لأمته ... من صالحات أعدتها لتخليد

وسودتها على الدنيا بأجمعها ... طوال ما خلقت فيها بتسويد

بدا وللشرك أشياع توطده ... في كل مسرح باد كل توطيد

والجاهليون لا يرضون خالقهم ... إلا كعبد لهم في شكل معبود

مؤلهون عليهم من صنائعهم ... بعض المعادن أو بعض الجلاميد

مستكبرون أباة الضيم غر حجى ... ثقال بطش لدان كالأماليد

لا ينزل الرأي منهم في تمزقهم ... إلا منازل تشتيت وتبديد

ولا يضم دعاءً من اوابدهم ... إلا كما صيح في عقر ابابيد

ولا يطيقون حكماً غير ما عقدوا ... للذي لواء على الأهواء معقود

بأي حلم مبيد الجهل مرهقه ... وأي عزم مذل القادة الصيد

أعاد ذاك الفتى الأمي أمته ... شملاً جميعاً من الغر الأماجيد

لتلك تالية الفرقان في عجب ... بل آية الحق إذ يبغي بتأكيد

صعبان راضهما توحيد معشرهم ... وأخذهم بعد إشراك بتوحيد

وزاد في الأرض تمهيداً لدعوته ... بعهده للمسيحيين واليهود

وبدئه الحكم بالشورى يتم به ... ماشاءه الله عن عدل وعن جود

هذا هو الحق والإجماع أيده ... فمن بفنده أولى بتفنيد

أي مسلمي مصر دين الجد دينكم ... وبئس ما قيل شعب غير مجدود

طال التقاعس والأعوام عاجلة ... والعام ليس إذا ولى بمردود

هبوا إلى عمل يجدي البلاد فما ... يفيدها قائل يا أمتي سودي

سعياً وحزماً فود العدل ودكم ... وإن رأى العدل قوم غير مودود