ومن الغريب مشابهة رسوم الأدوات الحجرية في جميع أنحاء العالم مما يدل على تفرق الإنسان من بقعة كانت قديماً محتده الأصلي.
وخلاصة ما تقدم أن للإنسان تاريخاً مقروءاً من هذه الأدوات الصوانية والمعدنية تدل على ارتقائه بارتقاء صنعها وتعدد ضروبها وأشكالها مما لا يترك محلاً للشك في كون الإنسان تدرّج في معارج النشوء والارتقاء من الآدمي العريق في الوحشية إلى البشري ساكن الكهوف ومفترس الحيوانات إلى صانع الآلات البرونزية التي اجتاز بواسطتها من طور التوحش إلى طور استعمال الحديد فالحضارة.
وهو الآن قد أبدل الأعصر القديمة بعصر البخار جعل ينتقل منه إلى عصر الكهرباء. وعما قليل نجده يأكل ويشرب ويلبس ويسبح وينام ويستيقظ ويبني ويهدم ويزرع ويحصد ويطبع ويسافر ويشهد الألعاب والملاهي على الأرض وفي القبة الزرقاء بمساعدة قوة الكهرباء.
هذا هو متوحش الأمس ومتحضر اليوم فما عسى أن يكون إنسان الغد؟
لا ريب أن الكثير من غرائب الزمان لا يزال مخبوءاً للإنسان ومن يعش ير.