مخطوطاً في القرن السادس على ما أظن ولا أحفظ السنة ويوجد منه جزءٌ في مكان آخر ولا أعلم أهو الأول أم الثاني وممن خطأه صاحب القاموس الإمام أبو نصر إسمعيل بن حماد الجوهري صاحب (الصحاح) المتوفي سنة ٣٩٣ فإن من يتصفح القاموس يجد نسبة الوهم إلى الجوهري في مواضع كثيرة منه والقاموس إنما بني على انتقاد الصحاح والزيادة على ما فيه ثم أن الفيروزأبادي يتحامى ابن فارس أكثر مما يتحاشا من الجوهري على أن صاحبي المجمل والصحاح متعاصران ولا يعلم أن الجوهري أجاد فيما كتب أكثر من ابن فارس ولكنه إنما تناول الأول وحط منه لتوفر الناس على مطالعة كتابه واشتهاره أكثر من المجمل فنال غرضه وهو أن نبذ القراء الصحاح وأقبلوا على القاموس وهو وإن كان أوفر مادة إلا أنه أعجمي اللهجة ثقيل العبارة عكس الصحاح.
وانتقد الصحاح جماعة غير الفيروزأبادي منهم الإمام عبد الله بن بري المتوفي سنة ٥٧٦ سمى كتابه (التنبيه والإيضاح عما وقع من الوهم في كتاب الصحاح) وللقاضي الأكرم علي بن يوسف القفطي مؤلف تاريخ النحاة من علماء القرن السادس كتاب (إصلاح الخلل الواقع في الصحاح). وللصفدي صاحب شرح لامية العجم المتوفي سنة ٧٥٧ كتاب (نفوذ السهم فيما وقع للجوهري من الوهم) وقد انتصر للصحاح على القاموس جماعة منهم القاضي أويس بن محمد المتوفي سنة ١٠٣٧ في كتاب سماه (مرج البحرين) ومنهم أبو زيد عبد الرحمن بن عبد العزيز نزيل مكة في كتاب سماه (الوشاح في رد توهيم المجد للصحاح) وقد اعتمد المؤلف في رده على مجمل ابن فارس ومختصر العين للزبيدي وعلى نسخة من نهاية ابن الأثير بخط المصنف وعلى نسخة وقعت له من الصحاح خالية من التصحيف والتحريف العارضين اللذين أوهما بعض المنتقدين فرد على الجوهري في بعض المواضع وقد أحسن نصير الصحاح هذا في دفاعه ما شاء ولا يكاد يوجد هذا الكتاب الانتقادي على أنه مطبوع وهو يقع في ١٣٤ صفحة متوسطة طبع سنة ١٢٨١ ببولاق بالمطبعة الكبرى الممتازة.
وقد ألف النقادون كتباً في الرد على القاموس نفسه منها كتاب (الدر اللقيط أغلاط القاموس المحيط) لمحمد بن مصطفى الشهير بداود زادة المتوفي سنة ١٠١٧ ولدي كتاب (القول المأنوس في شرح مغلق القاموس) وهو تعليقة جمعها مؤلفها من حاشيتين إحداهما لعبد