للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكانت فرنسا والبندقية أول البلاد الأوربية التي اتجرت مع حلب وأقامت معها الصلات المهمة والمكاتب التجارية ثم جاء الانكليز في القرن السادس عشر وتلاهم الهولانديون ولا يزال الإفرنج فيها إلى اليوم يقربون من عدد إخوانهم نزلاء بيروت وبعضهم تناسلوا في حلب وارتاشوا وتأثلوا وعدوا كأنهم من أهلها. وقد كان البنادقة يتجرون بالبهار يأخذونه من حلب بكميات وافرة كما كانوا يجلبون منها الشب والقطن.

واهم ما أصاب حلب من الزلازل زلزلة سنة ١١٧٠م على عهد نور الدين محمود بن زنكي فقام يرممها وقلعتها وقد أصيبت بزلزال مدمرة في قرون مختلفة وآخرها زلزال سنة ١٨٢٢ الذي خرب به ثلثها وزلزال سنة ١٨٣٠ ونهضت حلب على عهد حكم إبراهيم باشا المصري من سنة ١٨٣١ إلى ١٨٤٠م إذ جعلها معسكراً له.

لا يتجاوز سكان حلب في التعداد الرسمي ال - ٣٠ ألفاً وربما كانوا في الحقيقة نحو ١٨٠ ثلثاهم أو أكثرهم من المسلمين والباقون روم ويهود وأرمن وموارنة وكاثوليك وبرتستانت ولكل طائفة من الطوائف الغير إسلامية عدة مدارس ابتدائية والمسيحيين متشبعون باللغة العربية أكثر من إخوانهم المسلمين النهم أكثر عراقة في التعلم بفضل مدارسهم والإفرنجية. أما المسلمون فان المتعلمين منهم يتعلمون على الطريقة التركية ليعيشوا عالة على التوظف اللهم إلا بضع مئات من الأتراك الأناضوليين الذين ينزلونها للتجارة أو الموظفين الذين يأتونها لخدمة الحكومة.

وليس للمسلمين مدارس أهلية راقية والمدارس التي تصبغ المأمورين هي المدرسة السلطانية وكانت إعدادية من قبل فقبلوا اسمها كما قبلوا أيم كثير من أسماء المكاتب الإعدادية في أمهات المدن العثمانية والمكتب الرشدي العسكري ومكتب الصنائع وفيها ٩٢ كتابا ومدرسة ابتدائية أميرية و٣٩ مدرسة لغير المسلمين و٣٢ مدرسة دينية وبعضها عامر و٣ مكاتب للإناث و٧ خزائن كتب عامة كما إن فيه ١٦٠٠٠ منزل ونحو ٨٠٠٠ دكان مخزن و١١٧ خانا و١٠٦ أحياء و١٦٩ جامعا و ١٨٢ مسجدا و١٩ تكية وزاوية و٤٠ حماما و٢١ كنيسة وديرا و٤ بيع و٢٩ طاحون ماء و١٢٨ طاحونا على الدواب و٣٠٠٠ نول و١١٢ فرنا و ٨ مدابغ و٢٧ معمل مناديل وزهاء ١٠٠ قهوة و١٢ معمل صابون و٥٠ خمارة و١٨٨٥ حديقة.