للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحراس وسماه دربند جبل بغراس واسكندورنة وأنشأ فيها جامعاً وحماماً وخاناً وبعد بضع سنين أمر هذا السلطان بترك القصبة وعلى مسيرة ساعة من جهاتها الأربع معفاة من العشر على أن تبقى رقبتها لبيت المال فهاجر إليها أناس فسميت مزرعة عين التل وزيد في عدد المهاجرين إليه سنة ١١٨٣ على عهد السلطان مصطفى الثالث وسنة ١٢١٧ صدر الأمر العالي بترك اسم مزرعة عين التل وأداله ببيلان ومعنى بيلان طريق بين جبلين شاهقين والألف والنون أداة التثنية بالعربية فصار الأصل تركيا والتركيب عربياً وفي هذا الاسم مطابقة للواقع والموقع.

وأصيب بيلان بزلزالين شديدين سنة ١٢٨٠و١٢٨٨هـ - فانحطت وقد بدأت بالنهوض منذ زهاء ثلاثين سنة، وفي مضيق بغراس في محل اسمه قسطلي انقاض سد عظيم يعرف بباب الباشا في عرض عشرة أذرع. وفي هذا القضاء قصبة بغراس وقلعتها اشتهرت فيزمن الأمويين بعمرانها ولطافتها وكذلك في عهد الصلبيين ومدينة دربساك القديمة كانت في هذا القضاء وفي إلى الشمال من بغراس على مسافة مرحلة منها وربما كانت دربساك هذه في جوار جسر مراد باشا وفي القضاء خرائب بلدة كوندوزلي وفيه قرية و١٢١٥ نسمة.

قضاء المعرة - هو على ٨٤كيلومتراً من جنوبي حلب وعلى ١٨ساعة منها وفي القصبة ٤١ مسجداً وجامعاً و٣تكايا وزوايا و٥مدارس وخزائن كتب و٣٥٤٩ داراً و٤٤٢ دكاناً و٤٣ طاحوناًَ. وفي القضاء كله ٤٤مزرعة (جفتلك أو أبعدية) و٢٧ حديقة و٣٥٦١كرماً و٧٣٠٢حقلاً و٢٥٩٧٨ عقاراً و١١٠٢٧٩٩دونماً من الأراضي البائرة والصالحة وتكثر فيه الحيوانات لذلك تكثر السمون والأدهان والجبن والألبان كما أنه يخرج منه الخروع. وكانت المعرة معروفة على عهد الزرومان وسامها خالس وقد خربت قلعتها سنة ٣٩٠ هـ بأيدي القرامطة الباطنية وجرت فيه بين عماد الدين زنكي والصليبين عدة وقائع فقدت معها المعرة عمرانها القديم. وفي قضاء المعرة محل كفر طاب الوارد في التوراة باسم كفر طوب وينزل في هذا القضاء عشائر الموالي والحديدي وبني خالد الجسيمة ويتوفرون على تربية الماشية ويبيعونها ونواتجها في حماه وحلب واللاذقية وبيروت وولاية سورية. وليس في المعرة من الفستق اليوم ما قاله اين بطوطة فيها وتصنع في بعض قرى القضاء العباآت