دل الإحصاء الأخير الذي وضعه المجمع العلمي الدولي للكتب أن فرنس في مقدمة دول أوروبا بكثرة جرائدها ومجلاتها فيصدر فيها ٨٩٤٠ صحيفة ثم يجيء ألمانيا ويصدر فيها ٨٠٥٠ ثم إنكلترا ويصدر فيها ٤٣٣٩ ثم إيطاليا وفيها ٣٠٦٨ ثم البلجيك ٢٠٢٣ ثم روسيا١٦٦١ ثم إسبانيا ١٣٥٠ ثم سويسرا ١١٣٣٢ ثم بلاد القاع (هولاندة) ١٣٠٢. وأما نظن الجرائد والمجلات التي تصدر على صورة مطردة تحت السماء العثمانية والمصرية تناهز الثلثمائة صحيفة فتأمل.
العودة إلى الخلاء
في أوروبا كثير من العقلاء يدعون إلى التبدي أي سكنى البادية والعودة إلى الخلاء واستثمار الأرض ولكن الحال مازال في ازدياد وسكان القرى ينهالون على المدن أي انهيال فقد كان معدل سكان المدن بالنسبة للقرى في الولايات المتحدة ٣٦ في المئة سنة ١٨٩٠ فبلغ سنة ١٩١٠ - ٤٦ وكسراً والمأمول أن يبلغ ٥٠ في المئة ١٩٢٠ بتعديل قليل يدخل على أسباب الحياة الحديثة ويختلف هذا المعدل بين ولاية وأخرى ففي الماشوست يبلغ سكان المدن ٩٦ في المئة وفي ولاية داكاتو الشمالية والمسيسبي ١١ في المئة وقد كان نمو السكان هاتين الولايتين أكثر من سكان الولاية الأولى ومع هذا فإن المدن تجذب السكان وغم أقوال الخطباء وتأثيرات الكتاب.
كليات أميركة
كان بدء كطليات الولايات المتحدة ككليات أوروبا عبارة عن مدارس دينية وأولها وأقدمها كليتا هارفودويال فهما الكليتان المشهورتان اللتان تبدلت دروسهما بالتدريج ومسحا عنهما صبغة اللاهوتية فقد أخلتا إلى برنامجهما تعليم فلاسفة الوثنيين وكبار الكتاب المحدثين والأقدمين وكانت العلوم الطبيعية بادئ بديء يتسامح بتعليمها فيها فأصبح لها المكانة الأولى ثم المقام الأعلى وتعليم الدروس الوسطى أعفي منه النساء إلا قليلاً وانصرف الناس إلى تعلم ما تظهر نتيجته في الحال وتمس فوائده عن أمم ومنذ منتصف القرن التاسع عشر قد أقبلوا في التعليم بالأساليب الألمانية. والمدارس العالية في الولايات الشرقية قد أنشئت بعطايات الأفراد أما مدارس الغرب والجنوب فقد أنشأتها الحكومة والمنافسة قائمة على ساق وقدم ولا تزال بين المدارس الأهلين ومدارس الحكومة وكل مدرسة تريد أن تطهر