على الدوام بإرسال رسل الحمام إلى الأجسام بحيث بات يرجى أن يتوصل البشر ذات يوم بالقواعد التي سنها العلم أن يتيسر للناس اتقاء الأوجاع خفيفها وشديدها. وهذه الأماني قد تحققت منذ نحو نصف قرن قليلاً قليلاً حتى لقد طال معدل الحياة الإنسانية حمس سنين في الذكور وستاً في الإناث.
ففي الجداول التي أخذت من الإحصائيات الأكيدة في العلم القديم والحديث أن في كل ١٠٠وفات ٤٢لم تكد تحدث لو عمد أربابها إلى المداواة في الزمن اللازم لها وإن نصف الأمراض لا تنشأ إلى من جهل المصابين بها وعدم حيطتهم وقلة المعرفة في تطبيبهم أو الإهمال الذي يتحيفهم. ولو كتب لل - ٤٢ وفاة في المئة أن ينجوا من أمراضهم لطال معدل الحياة في الجنسين خمس عشرة سنة. وهذا التقرير لا يدخل فيه التعديل الذي وقع في أسباب التطهير وإن كان مختلاً في بعض الأحوال ولكن نشأ عنه من عدة وجوه منافع عظيمة ويجب النظر إلى الأمراض التي يظن أنها عضالة اليوم وربما كانت في المستقبل مما يمكن تلافيه قبل الوقوع فيه ثم أن سن الثمانين التي يصاب صاحبها بالضعف لا محالة ويصبح في انتظار القضاء الإلهي عليه قد خف تأثيرها يما قرره منشنكوف من أن الشيخ مريض يستطيع أن يحتفل جذلاً بمرور المئة سنة على ولادته ولذلك أمثال كثيرة.
قال الدكتور فيشر من كلية بال أن طول الحياة في أهم عواصم أوربا كما يلي: طالت الحياة في إنكلترا من سنة ١٨٨١ - ١٩٠٠ - ١٤ سنة في الذكور و١٦ في الإناث وفي فرنسا كان معدل طولها من سنة ١٨٨١ - ١٩٠٣ - ١٠ في الذكور و١١ في الإناث وفي ألمانيا من سنة ١٨٧٧ - ١٩٠٠ كانت الزيادة ٢٥سنة للذكور و٢٩ للإناث وفي الدانيمرك كال معدل الحياة في مدة ٥٧ سنة ١٣ سنة في الرجال و١٥ في النساء وفي السويد طال المعدل ١٧ في الرجال و١٥ في النساء خلال ٦٧ سنة. وظلت مدة الحياة خلال ثلاثين سنة في بلاد الهند على وتيرة واحدة وهذه النتائج هي ولا جرم ابنة علم الصحة وقد رقي هذا العلم جداً في ألمانيا وفرنس وإنكلترا وهو من أدنى ما يكون في بلاد الهند. واستنتج الدكتور فيشر من ذلك أن ابن اليوم يعيش أكثر من أجداده على الرغم من كثرة عمله وشدائده فقد كان معدل الحياة في القرة السادس عشر ١٢. ٢ والقرن السابع عشر ٢٥. ١ في القرن الثامن عشر ٣٣. ٦ وفي القرن التاسع عشر ٣٩. ٧ ولم يزد في هذا القرن العشرين.