للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الحياة لم ينظر فيها وزراء الأمم ومجالس معارفها إلا منذ عهد قريب وكذلك كل ما يوفر على البالغين قوتهم فقد أطلقت الحرية المفرطة للناس يعملون ما يشاؤون حتى أمد الدكتور فيشر أن ٥٠ في المئة يفقدون ١٠ في المئة من قوتهم الحيوية لأنهم يسيئون استعمالها ولا يقتصدون فيها فإن هذا الإفراط يورث صاحبه أولاً اضطرابات عضوية ثم ينتهي بأمراض عضالية يعقبها الموت لا محالة.

وبعد فإن الواجب لإطالة الحياة أن تراعى قواعد الصحة كل المراعاة فلتطويل حبل الأجل ينبغي اتقاء الأمراض على اختلاف ضروبها وعدم التعرض لأقل الأوجاع إذ ربما كانت مقدمة للعظيم منها والحياة أشبه بسفينة لا تنجو من تأثير الأنواء إلا إذا كانت متينة من الأساس إلى الرأس فالواجب على الأبوين والمجتمع أن يعتنيا بصحة الطفل منذ الولادة على الأصول الصحية وإن لا يسمحوا بزواج المجانين والمدمنين كما يفعلون في ولاية أنديانا في الحكومة تحظر هناك كل الحظر زواج المعتوهين وقدماء السكيرين وكل من نخشى أن يكون نسلهم ضعيفاً هزيلاً وتشدد في ذلك كل التشديد ولا عفو في ذلك عن أحد ليس معنى هذا أن يسن قانون يسمح به للوالدين أن يقتلوا من أولادهم كل من لا يرجى فيه أن يعيش بقوة كما كانت الحال عند بعض القدماء ولكن العناية يجب أن تصرف بحيث يقوى بالأساليب المختلفة كل طفل ضعيف ويأتي منه معمر حسن البنية نافع في المجتمع.

لمعدل الحياة دوران الأول الطفولية والثاني الشيخوخة فالأولاد قد يعتني بصحتهم في السنين الأولى من حياتهم أكثر مما يعتني الشيوخ فلو طبق هؤلاء على أنفسهم نظام الصحة وطردوا من رؤوسهم الأوهام لطالت أعمارهم ورجي لها الهناء كما يرجى للأولاد وأحسن ما يجب في هذا الباب الرياضة الجسمية والحياة في الخلاء والابتعاد عما يهلك القوى.

والموت يرصد الأقوياء والضعفاء على السواء وكل سبب صحي ينفع الأولاد ينفع الشيوخ لا محالة. حقيقة يجب أن تتمثلها جميع العقول أبداً وإن تذكر في البيوت أمام الصغار والكبار ويأخذ كل فرد نفسه بمراعاتها ولن تعرف حسنات المدينة إلا متى رأى كل إنسان من واجبه أن يعين على إبطال مقاومات الحياة في كل صقع وناد. ويعلم الناس أجمع أن الحياة مستودع سلمته الطبيعة فالشاب الكهل فالشيخ فالهرم في الاقتصاد هي هكذا:

سنقيمته الاقتصاديةمن الولادة إلى سن الخامسة٤٥٠ فرنكاًمن ٥ إلى ١٠٤٥٠٠ فمن ١٠