وقد كتب ستانفورد كيف تدار آسيا وأفريقية وأوربا والشرق الأقصى والصين واليابان وجزائر مالايو ومصر وفلسطين وإيطاليا وفرنسا وإنكلترا لخدمة طائفته قال لقد أقنعتني هذه السياحات بأنه من المتعذر نشر الإنجيل بسرعة في مجموع شعوب الكرة الأرضية فإن هذا العمل من الأوهام لأن كثيراً من البشر لم يسمعوا باسم الله قط ولا يعتقدون بشيءٍ في حين ينبئ كل شيءٍ بوجود الله إلا هذا الإنسان الذي يكفر به كما قال شاتوبريان فإن عشب الوادي وأرز الجبل تقدسه والحشرة تطن بمديحه والفيل يسلم عليه في الصباح الطير يتغنى باسمه في الأوراق والصاعقة تبث قدرته والبحر المحيط يعلن عظمته واتساع ملكوته وما غير الإنسان منكر للصنائع ولا أكاد أجد ثلاثة ملايين من سكان الرض كلهم لا يعرفون من هو المسيح وإني لا أعتقد بأن الناس سيعرضون عَلَى الديان في اليوم الأكبر مقسومين إلى قسمين قسم يقوده المسيح والآخر المسيح الدجال إلى غير ذلك من العقائد وبعضه ملفق من الأديان السماوية وبعضه من عادات القوم وتقاليد صاحب المذهب.
محصول الذهب والفضة
كتب إيف كويو الاقتصادي الشهير رئيس تحرير مجلة الاقتصاديين الباريزية مقالة في الذهب والفضة قال فيها ما تعريبه ملخصاً: كانت أوربا عَلَى عهد اكتشاف أميركا سنة ١٤٩٢ فقيرة جداً بالمعادن الكريمة تملك ما قيمته نحو مليار فرنك من الذهب والفضة وباكتشاف أميركا انصرفت الرغبة إلى جلب الأبيض والأصفر. ويؤخذ من تقرير وضعه بعض الاقتصاديين متخذ ين الكيلو غراماً واحداً قياساً فقدروا كيلو غرام الذهب بـ ٣٤٤٤ فرنكاً و٤٤ سنتيماً وكيلو غرام الفضة بـ ٢٢٢ فرنكاً - إنه بلغ محصول الذهب من سنة ١٤٩٣ - ١٥٢٠ ٥٨٠٠ كيلو غام قيمتها ٢٠ مليون فرنك ومحصول الفضة ٤٧ ألف كيلو قيمتها ١٠ ملايين فرنك وهكذا تدرج المحصول بحسب الأدوار حتى بلغ ما استخرج من الذهب من سنة ١٥٨١ - ١٦٠٠ ٧٣٨٠ كيلو من الذهب قيمتها ٢٥ مليون فرنك و٤١٨٩٠٠ كيلو من الفضة قيمتها ٩٣ مليوناً. وكان مجموع محصول الذهب والفضة من سنة ١٥٦١ إلى سنة ١٥٨٠ - ١٨٠٠ مليون وفي العشرين السنة التالية بلغ مجموع ثمن المستخرج من المعدنين ٢٣٧٠ وهكذا بلغ مجموع قيمة ما استخرج من الذهب والفضة خلال مئة وسبع سنين ٤١٧٠ مليون فرنك أي نحو أربعة أضعاف ما كان في أوربا عَلَى