لمحيي الدين لبروجه بين عوام المسلمين ومن يستميتون إلى ما يقوله محيي الدين مهما كان حاله. والظن بمحيي الدين أنه لا يضع مثل هذا الكتاب ولا يذهب هذه المذاهب الفاسدة في تفسير كتاب الله تعالى. وسواءٌ كان من مؤلفات محيي الدين أو غيره فإن انتشاره بين المسلمين بحت ضرر سيما ولا موقف يوقف الناس على الصحيح والفاسد من هذه الكتب.
وأما تفسير ابن عباس فهو من مؤلفات مجد الدين الفيروز آبادي صاحب القاموس جمع فيه رواية محمد بن السائب الكلبي عن ابن عباس وقد علمت مما ذكرناه في المقدمة حال ابن السائب الكلبي وضعفه وقلة ثقة العلماء بمروياته.
هذه كتب التفسير التي نقرأها اليوم وإن كان قد فاتنا ذكر شيءٍ منها فإنه لا يخرج عن مضارعة واحد من هذه الكتب التي ذكرناها فلم يبق بيدنا ما يصح الاعتماد عليه والثقة به غير تفسير ابن جرير وهو الحسنة الوحيدة للمطابع الإسلامية بعد قرن وأكثر من ظهور المطابع في الممالك الإسلامية ولوال أن بعض أمراء الأعراب من سكان الجزيرة العربية راسل بعض تجار الكتب بمصر في شأنه وأعانه على ذلك بمساعدات جليلة لم يظهر له ظل في عالم المطبوعات اكتفاءً عنه بالخازن والجمل.