للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

هذا الحديث في فارس لم تجده أولاً ولا آخراً وتجد هذه الصفة نفسها في أهل خراسان دخل الإسلام رغبة ومنهم العلماء والنبلاء والمحدثون والمتعبدون وأنت إذا أجملت المحدثين في كل بلد في كل بلد وجدت نصفهم من خراسان وجل رجالات الدولة من خراسان البرامكة والقخاطبة وطاهر وبنوه وعلي بن هاشم وغيرهم وأما أهل فارس فكانوا كنار خمدت لم يبق لهم بقية ولا شريف يعرف إلا ابن المقفع وابنا سهل الفضل والحسن.

ومما قاله في رسم ضرية وحليت (ص ٦٣٧) جبل أسود في أرض الضباب بعيد ما بيبن الطرفين كثير معادن التبر وكان به معدن يدعى النجادي كان لرجل من ولد سعد بن أبي وقاص يقال له نجاد بن موسى به سمي ولم يعلم بالأرض معدن أكثر منه نيلاً لقد أثاروه والذهب غال بالآفاق كلها فأرخصوا الذهب بالعراق والحجاز ثم أنه تغير وقل نيله وقد عمله بنو نجاد دهراًَ قوم بعد قوم. .

ومن فوائده أيضاً قوله فيما يؤنث من البلاد ويذكر قال: الغالب عَلَى أسماء البلاد التأنيث والمؤنث منها عَلَى أحد أمرين إما أن تكون في علامة فاصلة بينه وبين المذكر كقولك مكة والجزيرة وإما أن يكون اسم المدينة مسغنياً بقيام معنى التأنيث فيه عن العلامة كقولك حمص وفيد وحلب ودمشق وكل اسم فيه ألف ونون زائدان فهما مذكر بمنزلة الشام والعراق نحو جرجرا وحلوان وحوران وأصفهان وهمذان أشد الفراء:

فلما بدا حوران والآدل دونه ... نظرت فلم تنظر بعينيك منظراً

وانشد أيضاً عن الكسائي:

سقيا لحلوان ذو الكروم وما ... صنف من تينه ومن عنبه

هكذا رواه صنف بضم الصاد ورواه يعقوب صنف بفتحها يقال صنف التمر إذا أدرك بعضه ولم يدرك بعض فإن رأيت شيئاً من ذلك مؤنثاً فإنما يذهب فيه إلى معنى المدينة والأغلب عَلَى فيد التأنيث وكذلك بعلبك وقد تقدم ذكر ذلك في رسومها وقال أبو هفان هي مبني وهو مبني وأنشد اللوجي:

سقى منى ثم رواه وساكنه ... وما ثوى فيه واهي الودق مُنبعق

وقال الفراء الغالب عَلَى منى التذكير والإجراء والغالب عَلَى فارس التأنيث وترك الإجراء قال الشاعر: