ملياً ما نظمه الناظم المشار إليه قلنا إن أعذب الشعر أصدقه لأنه لم يخرج عن الصدق فيما قال عن الحرب أو روى. وهذه المنظومات أجمل تاريخ يحفظ لأعظم حرب نشبت منذ عرف التاريخ إلى الآن.
قال في وعيد الروس لليابانيين
وعيد جله صوت جهور ... ومن ذا يرهب الصوت الجهورا
ذوات الناب ليس تضر شيئاً ... إذا صخبت وأكثرت الهريرا
وقال عند غرق الأميرال مكروف على الدارعة بتروبالسك
مضى يجتاز فوق فخاخ طوغو ... كملاح يحاذر أن يجورا
إلى أن شقت الغمرات فاها ... وأصعدت البلايا والسعيرا
فشاهد تحت أخمصه جحيما ... وقد فتحت قذائفه حفيرا
كأن جهنماً وجدت سبيلاً ... ومطوياتها لقيت نشورا
كأن هناك بركاناً تلظى ... وأطلق في الفضا ناراً ونورا
كأن البحر غضبان عليهم ... لما جروا على الدنيا شرورا
طوى بضميره حنقاً فلما ... دنا مكروف كاشفه الضميرا
هوت فيه السفينة في خليج ... وكانت قبل تخترق البحورا
ومن وصفه اليابانيين في وقعة يالو
أقام الروس في يالو قلاعاً ... على تحصينها صرفوا شهورا
مسيل النهر دونهم فظنوا ال ... سعدى لا يستطيعون العبورا
ومن خاض البحور إلى الأعادي ... أيأبى أن يخوض لهم نهورا
مشى اليابان لا يخشون بؤساً ... وماء النهر يكتنف الصدورا
بجيش كل من فيه جريءٌ ... تمنى للأعادي أن يطيرا
إلى أن يقول
ولا عجب لمختال مدل ... إذا أخلى الحواضر والثغورا
إذا غفل الرعاة عن المواشي ... فمن ذا يدرأ الأسد الهصورا
وأن الخاشع اليقظان يكوي ... بحد حسامه البطل الفخورا