فما صعقات موسى فوق هذا ال ... هزيم يضعضع الجبل المتينا
على ورع تمجس آل عيسى ... كأن النار نار جبال سينا
كأن الهم فيها تجلى ... إذا ما استقبلوها يسجدونا
وقال في هزيمة الروس
عجب الأنام لشدة الغلب الذي ... ذاقوا ولو غلبوا فذلك أعجب
فتغلب اليابان فيه غرابة ... لكن جهل الروس أمر غريب
هجموا ولا علم لهم بخصومهم ... ماذا أعدوا للدفاع وألبوا
من ذا يغول الليث وسط عرينه ... إلا الشقي الغمر من لا يحسب
نصبوا حبائلهم وقد وقعوا بها ... إن الظلوم يصاد في ما ينصب
إلى أن يقول
ركبوا من البغي الوخيم حقائباً ... فرس البغاة حقيقة لا تنجب
ما كان في الأسطول إلا غرة ... وخيانة وظلامة وتعصب
فهوى والاستبداد كان رفيقه ... وفساد روسيا كذلك يصحب
عرفوا بأن الظلم ليس بغالب ... عدلا ول اصدع التعسف يشعب
والمستبد المستجيش عبيده ... إن نازل الأحرار لا يتغلب
أيفوز مهضوم الحقوق بمن لهم ... حرية بصدورهم تتلهب
ظفر الذي اعتاده جهل بمن ... اعتاده علم رجاءٌ مجدب
فالعلم منصور اللواء مؤيد ... والجهل مشقوق الجبين مخيب
والعدل ليث عاصم لجواره ... والظلم خصم أن تعرض ثعلب
وقال في هذا المعنى
كثرت شكاويهم وقالوا خانهم ... قدرٌ وغالبهم قضاءٌ أغلب
ذو الحزم يتخذ النتائج راضياً ... والغمر يتهم الزمان ويعتب
وقال في مولد ولي عهد روسيا أثناء الحرب مخاطباً أهل البلاط الروسي:
طمحت إلى أرض السوى أبصارهم ... ولسلبها حشدوا الجيوش وجندوا
أمروا بقتل النفس وهي بريئة ... وعصوا وصايا ربهم وتمردوا