وقرأ في الركعة الثانية بعد الفاتحة فإن لم تجدوا بيضاً وسمناً فسمكاً فإن لم تجدوا سمكاً فلبناً أو حليبا ولا تمخضوه تمخيضاً ومن لم يفعل ذلك فقد افترى إثماً عظيماً فلما فرغ من صلاته جاؤوا واعتذروا له عن التقصير في حقه وإنه لم يكن عندهم خبر بهذه الآيات العظيمات المومى بها في الأئمة ثم سألوه في أي سورة هذه الآيات الشريفات فقال لهم في سورة المائدة في حزب الأكل لأي شيء سميت سورة وهي تنبئ عن مثل هذا كثير.
والكتاب عَلَى هذا النمط وفيه من الحكايات ما لا يصح أنم يقرأ لكل إنسان لعدم الإلف بأمثاله في هذا العصر ومن الأشعار التي رواها قصائد هجوية لمصطفى بك الترزي وأهاجي عبيدي باشا وفيه رسالة لرجب الحريري مداعباً صديقاً له يقال له ابن الخليفة في بعلبك ورسالة الوهراني التي كتبها عَلَى لسان بغلته وعلقها في عنقها وسيبها في دار الأمير عز الدين ابن منوسك (المقتبس المجلد الأول) ورسالة أبي نواس الهزلية إلى بعض أصحابه ورسالة ابن الطليوني إلى القاضي عمر المغربي ورسالة أبي بكر الخوارزمي إلى البديهي إلى غير ذلك من النوادر والأشعار.
لغة العرب
يسرنا أن نرى الأعمال العلمية تنمو النمو المطلوب في بلاد العرب ولاسيما في مصر وتونس والعراق والشام أكثر الأقطار العربية مدنية وأقدمها في الأخذ بمذاهب العلم والتعليم. ومجلة لغة العرب لصديقنا الأب أنستاس الكرملي هي في مقدمة ما يفاخر به من الأعمال التي ظهرت في عهد الحرية الصحافية في الشام والعراق فإن المقالات التي تنشرها رصيفتنا في اللغة والنقد الأدبي وتاريخ العراق وعمرانها عَلَى جانب عظيم من التحقيق حري بأن يخلد في خزائن الكتب دليلاً عَلَى حالة العراق العلمية في هذا العهد وقد بلغ فيها صاحبا في مدة لم تبلغ الحولين مبالغ المجلات التي مضى عليها سنين كثيرة تعاني البحث والنقل وزادت أنها علمية محضة لا تتعرض للأبحاث الدينية فجدير بالمتأدبين والمستنيرين أن يستفيدوا مما تنشره الشهر بعد الشهر لخدمة الآداب العربية وأن تعد في الندية العلمية في جملة حسنات المحسنين في التأليف الذين يقدمون عَلَى خدمة العلم والأدب بعد أن يدرسوا موضوعاتهم ويمرنوا فيها أعواماً طويلة ليدخلوا البيوت من أبوابها ولو